أهلا وسهلا بك إلى منتديات يل.
النتائج 1 إلى 3 من 3
جميع المعجبين1معجبين
  • 1 Post By

الموضوع: شهوة البطن أعظم الشهوات

  1. #1
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    Aug 2013
    المشاركات
    28
    معدل تقييم المستوى
    0

    شهوة البطن أعظم الشهوات

    بسم الله الرحمن الرحيم

    إذا أراد الله أن يرتقى بعبد إلى المقامات العلية وفقه لجهاد نفسه لأنها أشد أعدائه وجهادها هو الجهاد الأكبر* ولما كان أعظم شهوة تتسلط بها النفس على المرء هي شهوة البطن وشهوة الفرج* وشهوة البطن هي أعظم هذه الشهوات جميعا لأن امتلاء المعدة بالطعام هو الذي يؤدى إلى فضول النظر والكلام والمشي والجماع وغير ذلك من أنواع الحركات المؤذية

    كانت عناية الشريعة بتجنّب الحرام المحقّق أولا* ثم بالورع في الشبهات المظنونة ثانيا* ثم بعدم ملء البطن بالطعام والشراب ثالثا* ثم بمراعاة النوايا الصالحة قبل كل عمل رابعا* حتى يترقى العبد في المقامات السامية والمنازل العالية والأحوال الراقية عند الله

    ومن هنا نجد عناية الصالحين بهذا الأصل الأعظم من الجهاد يحدوهم إلى ذلك قوله صلى الله عليه وسلم {مَا مَلأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ. حَسْبُ الآدَمِيِّ لُقَيْمَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ}[1]

    أي يتناول من الطعام ما به تنشط الجوارح إلى الطاعات* ويتفرغ القلب إلى المناجاة* ويتهيئ اللسان للتلاوة والذكر* والعين للسهر* ولذلك قال إبراهيم بن آدهم رضي الله عنه : "للقمة تتركها من عشائك مجاهدة لنفسك خير لك من قيام ليلة"* وقال أيضا : "أطب مطعمك ولا تبال ما فاتك من قيام الليل وصيام النهار"

    فإذا أحكم العبد هذا الأساس وتحرّى الورع التام في مطعمه ومشربه وملبسه أراه الله تعالى من الآيات والبشريات ما به تقر ّ عينه* ويطمئن قلبه

    وذلك مثل الحارس المحاسبي رضي الله عنه الذي مات أبوه وترك ثلاثمائة ألف درهم فما أخذ منها شيئا تورّعا وقال : إن أبى كان يقول بالقدر وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم {لا يَتَوَارَثُ أَهْلُ مِلَّتَيْنِ}[2]

    فأكرمه الله ببركة هذا الورع فكان لا يمد يده إلى طعام فيه شبهة إلا وضرب عرق على إصبعه* فيعلم أن هذا الطعام به شبهة فلا يأكله ولذا لما اختبر رجل أحد العارفين فدعاه إلى طعام* وقدّم له دجاجة مخنوقة* نظر إليه ثم انتفض وقام وهو يقول : إذا كان الحارس المحاسبي كان له عرق ينفض* فأنا كلى عروق تنفض .

    وهذا ابن القاسم تلميذ الإمام مالك رضي الله عنه ترك له أبوه مالا كثيرا فأبى أن يأخذه وقال : إن أبى كان تاجرا* وكان لا يحسن العلم فربما دخل عليه ربا وهو لا يشعر* أكرمه الله بسبب ذلك* بأن جعل على يديه حفظ مذهب الإمام مالك ونشره* حتى أنه لا ينسب إلا غيره من المسائل في المذهب إلا أقل القليل

    وبالجملة فإن من يتمسك بهذا الأصل يفيض الله عليه من عنده كرامات كثيرة منها: أن يحفظ عليه طعامه وشرابه ولباسه بعلامات يلقيها الله تعالى له إما في نفس الشيء: كأبي يزيد البسطامى مادامت أمه حاملة به لا تمتد يدها إلى طعام حرام

    ومنهم من ينادى ويقال له : تورّع * ومنهم من يأخذه الغثيان * ومنهم من يصير الطعام أمامه رصاصاً * ومنهم من يرى عليه سوادا * ومنهم من يراه خنزيرا * ومنهم من يشم منه رائحة كريهة * إلى غيرها من العلامات التي خص الله بها أولياءه وأصفياءه


    أن يكرمه الله بالميراث النبوي في تكثير الطعام فيشبع من الطعام القليل الرهط الكثير: كما حكي عن بعضهم أنه جاءه إخوان وكان عنده ما يقوم برجل واحد خاصة فكسر الخبز وغطّاه بالمنديل وجعل الإخوان يأكلون من تحت المنديل حتى أكلوا عن آخرهم وبقى الخبز كما كان والأخبار في هذا الباب كثيرة

    ومن كرامات هذا المقام أيضا أن ينقلب اللون الواحد الذي في الإناء ألوانا من الطعام في حاسة الآكل إن اشتهاه بعض الحاضرين.

    ومن كرامات هذا المقام أيضا يأتي لصاحب هذا المقام الجن أو الملك بغذائه من طعامه وشرابه ولباسه

    ومن مواهب هذا المقام أيضا أن يتحول له الماء الزعاف والأجاج عذبا فراتا

    ومن منن هذا المقام أيضا أن يأكل صاحبه طعاما وله أخ في الله غائبا* فيشبع الأخ الغائب في موضعه* ويجد ذلك الطعام بعينه وكأنه أكله

    وأعظم منازل هذا المقام أن يرتقى إلى الغذاء الرُوحَاني الذي به بقاء النفس* ويغنى عن هذا الغذاء الجسماني* فلا يزال من العالم الأدنى يرتقى في أطوار العالم أغذية وحياة حتى ينتهي إلى الغذاء الأول الذي هو غذاء الأغذية وهى الذات المطلقة فيتحقق بالإرث المحمدي {إنِّي أَبِيت عِنْدَ رَبِّي يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِي}[3]

    ووراء ما ذكرناه أمورا غريبة* وأحوالا عجيبة تحدث من الله لأهل الورع* أو على أيدي أهل الورع أضربنا عدم ذكرها لعلو شأنها* وسمّو إدراكها لغير أهلها* وفيما ذكرناه كفاية للمستبصر* وزادا للمقصّر* وقد اقتصدنا في ذكر الأمثلة من حكايات الصالحين حتى لا يطول البحث فيفضى إلى الملالة* وحسبنا في ذلك قول الله {يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} البقرة105


    [1] سنن النسائي الكبرى وابن ماجة عن المقدام بن معد يكرب
    [2] رواه الإمام احمد والترمذي عن جابر
    [3] مصنف ابن أبي شيبة عن أبي قلابة


    http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo...2&id=128&cat=2

    منقول من كتاب [مائدة المسلم بين الدين والعلم]
    اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً


    [IMG]http://im37.***********/Drfgm.jpg[/IMG]

    المصدر: منتديات يل - من قسم: نافذة حرة


    ai,m hgf'k Hu/l hgai,hj hgf'k hgai,hj

    عبد الصمد يوسف معجب بهذا.

  2. #2
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    Aug 2013
    المشاركات
    28
    معدل تقييم المستوى
    0
    بسم الله الرحمن الرحيم

    حفظ الله رسوله صلى الله عليه وسلم بحفظه ورعايته حتى من الاشياء العادية * والعادات المرعيَّة فقد حدث أن سقط جزء من الكعبة * واجتمعت قريش * وهمَّت لتجديد ما وَهَىَ من الكعبة * وقاموا بتقطيع الأحجار اللازمة من جبل أبى قبيس المجاور للكعبة * واشتركت بطون قريش كلها في نقل هذه الأحجار إلى البيت الحرام ؛ ليكون لهم جميعاً شرف القيام بهذا العمل العظيم

    فاشترك صلى الله عليه وسلم مع عمِّه العباس في النقل * وكان كل واحد يحمل حجراً من الحجارة البيضاء الكبيرة * وكانت طريقة الحمل أن يخلع أحدهم جلبابه أو يطويها ويضعها على كتفه ويضع عليها الحجر :


    {ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل عمه * وكان سائراً أمامه * ففوجىء العباس بالرسول قد وقع على الأرض مغشيَّـاً عليه * وعندما أفاق * قام وأنزل جلبابه * فقال له : شمِّر عن جلبابك * فَقَالَ : لا * قَالَ : لمَاذَا ؟ * قَالَ : لَقَدْ ظَهَرَ لى مَلكٌ * وَأمَرَنى أَنْ أسْتَرَ عَوْرَتِى}[1]


    وهذا الكلام وهو ما زال في شبابه لم يبلغ خمس عشرة سنة * ومن يومها لم تظهر للرسول صلى الله عليه وسلم عورة - والعورة ليس السوءة - لكن لم يظهر أي جزء من جسمه الشريف صلى الله عليه وسلم * حتى أنه بعد أن تزوَّج السيدة عائشة قالت :


    {كَانَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَغْتَسِلُ * وَ أغْتَسِلُ مَعَهُ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ * وَ لا يَرَى مِنِّى * وَ لا أَرَى مِنْهُ}[2]


    لأن الأنبياء عند الغسل يغتسلون من فوق القميص * ولا يتعرَّون * فيخلع الجلباب * ولكنه يظلُّ بالقميص * ويغتسل به * حتى عند غسله صلى الله عليه وسلم * احتاروا ؟ كيف نغسِّله؟ وقد قال :


    {يُغَسِّلُنِى عَلِىٌّ وَ العَبَّاسُ * أَهْلُ الْبَيْت ِ* فَاحْتَارُوا مَاذَا نَفْعَلُ؟ فَسَمِعُوا نِدَاءاً * يَسْمَعُونَ صَوْتَهُ وَ لايَرِوْنَهُ : (لا تُعَرُّوا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَغَسِّلُوهُ مِنْ فَوْقَ ثِيَابِه}[3]


    فعرفوا أنه من الملائكة * وكذلك بنت النبي السيدة فاطمة عند موتها * استحمت * واغتسلت * ولبست ملابسها * ونامت متجهة إلى القبلة * وقالت لسيدنا على : سأموت الآن * فلا أحد يغسِّلنى * ولا ينزع ملابسى * فقد غسَّلت نفسى * وماتت * وعلى هذا لم تغسَّل * فما بالكم برسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فمن هذه اللحظة ورسول الله ممنوع أن يتعرى أى جزء من جسده الشريف صلوات الله وسلامه عليه


    وكذلك تولى الله حفظه في صباه : حتى أنه عندما أراد أن يفرج عن نفسه * وقال للغلام الذى يرعى معه :


    {أُحْرُسْ لى غَنَمِى * لأذْهَبَ إلى هَذَا الْعُرْسِ لأشَاهِدَهُ * فَـذَهَبَ إلى الْعُرْسِ * وَعِنْدَمَا جَلَسَ نَامَ * وَلَمْ يَسْتَيْقَظُ حَتَّى لَسَعَتْهُ حَرَارَةُ الشَّمْسِ في اليَوَمِ التَّالى * فَعَادَ * فَقَالَ لَهُ : رَأيْتَ الْعُرْسَ ؟ * فَقَصَّ لَهُ مَا حَدَثَ * وَبَعْدَ عِدَّةِ أيْامً * أُقِيْمَ عُرْسٌ آخَرٌ * فَـذَهَبَ إليْهِ * فَحَدَثَ لَهُ مَا حَدَثَ فِيمَا سَبَقَ * فَلَمْ يَذْهَبْ إلى عُرْسٍ بَعْدَ ذلِكَ أبَداً}[4]


    فقد حرسه الله من اللهو البريء فقد حفظه الله حتى من هذه الأشياء : فهو الذى حفظه حتى من اللهو * ومن اللعب * ومن السجود لصنم * ومن شرب الخمر * حتى أن أعمامه غضبوا منه لأنه لا يذهب معهم إلى أصنامهم في أعيادهم :


    {فأرسَلوا إليْه عَمَّاتِه ليَشْدُدْنَ عليه أنْ يذْهَبَ مَعْ أعْمَامِه * فَمَا زِلْنَّ بِهِ حَتَّى أرْغَمْنَهُ عَلى الذِهَابِ وَ الْحُضُورَ مَعَهُمْ * فَلمَّا ذَهَبَ إلى الصَّنَمِ رَأى سَيِّدِنَا جِبْرِيلَ وَ قَالَ لَُه (مَا جَاءَ بِكَ إِلَى هُنَا؟ إذْهَبْ) * فَغُشِىَ عَلَيْهِ عِنْدَ رُؤْيَةِ سَيِّدِنَا جِبْرِيلَ * وَعِنْدَمَا أَفَاقَ قَالُوا لَهُ مَاذَا حََدَثَ؟ قَالَ : رَأيْتُ شَخْصَاً يَقُولُ لِى : لا تَسْجُدْ وَ ارْجَعْ}[5]

    ومن يومها لم يرجع إلى صنم من هذه الأصنام * ومن هنا فقد كانت الملائكة تتولاه وترعاه وتحرسه برعاية الله


    [1] أخرجه الشيخان عن جابر والبيهقى وأبو نعيم عن العباس [2] متفق عليه من حديث عائشة رضى الله عنها [3] رواه ابن سعد وأبو داود والحاكم والبيهقى وصححاه وأبو نعيم عن عائشة رضى الله عنها [4] أخرجه ابن راهويه في مسنده وابن اسحاق والبزار والبيهقى أبو نعيم * وابن عساكر عن سيدنا على بن أبى طالب [5] أخرجه ابن سعد وأبو النعيم وابن عساكر عن ابن عباس



    http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo...DE&id=49&cat=4

    منقول من كتاب {حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق}
    اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    Aug 2013
    المشاركات
    28
    معدل تقييم المستوى
    0
    بسم الله الرحمن الرحيم

    لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة * آمن كبار علماء اليهود به على الفور * وأولهم في ذلك عبد الله بن سلام * وكان رئيسهم في العلم * فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم * وقال له :

    يا رسول الله * إن اليهود يعلمون صفاتك لأنها مذكورة عنهم في التوراة * ولكنهم قوم بهت {يعني يجادلون بالباطل مع علمهم أنه باطل * وينكرون الحق مع يقينهم أنه حق} * فإذا أظهرت إسلامي فسيكذبونني * لكن اجعلني أختبئ في مكان خلفك * ثم أدعهم * وسلهم عني * وأنا أسمع * لأتمكن من الرد على كذبهم

    {فأرسل الرسول صلى الله عليه وسلم إليهم فحضروا * فقال لهم : مَا رَأيُكُمْ في عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلام؟ .قالوا : عالمنا وابن عالمنا * وحبرنا وابن حبرنا * وعندئذ خرج عليهم عبد الله بن سلام , وقال : يا معشر يهود تعلمون أن محمدا هو النبي الخاتم الذي بشَّر به موسى عليه السلام في التوراة * وذكره بصفاته ونعوته والتي منها

    [يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشر ونذيرا * وحرزا للأميَّن * أنت عبدي ورسولي سميتك المتوكل * ليس بفظ ولا غليظ * ولا صخَّاب في الأسواق * ولا قوال للخنا * وأمدح الحمادون له عز وجل على كل حال] وإني أشهدكم أني أمنت بالله ورسوله}[1]

    فما كان منهم لخبثهم وفساد طبعهم ؛ إلا أنهم كذبوه * وسبُّوه بأقذع أنواع السباب * غير أنه أقام عليهم الحجة * وأبطل أقاويلهم ودعاويهم

    وهذا عالم آخر من علمائهم * هو زيد بن سعنة * قرأ صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم المذكورة في التوراة * وتحقَّق منها كلها * ولم يبق إلا صفة واحدة منها فلما أراد أن يتحقق منها * أقرض رسول الله صلى الله عليه وسلم تمراً لأجل محدد * وحضر قبل الأوان المتفق عليه للسداد



    وذهب للنبي صلى الله عليه وسلم وهو بين أصحابه وجذبه "شدَّه" من رداءه حتى أثرَّ الثوب في عنقه الشريف صلى الله عليه وسلم وخاطبه بغلظة , قائلاً : إنكم يا بني عبد المطلب قوم مطل {يعني مماطلين} - والمماطل هو الذي تهرَّب من تسديد ما عليه - وكان يقصد بذلك إثارة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

    فغضب سيدنا عمر رضي الله عنه وقال له : كذبت * أتقول هذا لرسول الله؟ * وهم أن يضرب عنقه بالسيف ,فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم {كِلانا كَانَ أحْوُجُ إلَيَ غَيْرِ هَذَا مِنكَ يَا ُعمَر * تَأمُرُُهُ بِحًسْنِ المُطَالَبَةِ * وَ تَأمُرُنِي بِحُسْنِ الأدَاءِ}

    إنها العدالة التي ورثها صلى الله عليه وسلم من خلال النبوَّة * حتي وهو طفلٌ * فقد كان يعدل مع أخيه في الرضاعة * حين إلتقم ثدياً واحداً * ورفض أن يلتقم الآخر * لمعرفته أن له شريكاً في الرضاعة * فقد ألهمه الله العدل * ثم قال صلى الله عليه وسلم :

    {يَا عُمَرُ * خُذْهُ إليَ البَيْتِ * فَأعْطِهِ حَقَهُ * وَزِدْهُ عِشْرِينَ وَسَقَاً مِنَ التَّمْرِ * جَزَاءَ مَا رَوَّعْتَهُ * فلمَّا ذهب عمر مع الرجل * ودخلا المنزل , قال : يا عمر تدري لم فعلت ذلك ؟ قال : لا * قال إني تحققت من صفات رسول الله في التوراة * ولم يبق إلا صفة واحدة وهي : يسبق حلمه جهله * ولا يزيده جهل الجاهل عليه إلا حلما * وقد تحققت منها اليوم * وأشهدك بأنه لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله}[2]

    وهذا رجل آخر من اليهود * وكان من أثرياءهم * لما خرج المسلمون للقاء المشركين في أحد * قال : يا معشر يهود لم تجلسون هكذا * وتتركون محمدا يحارب قريشاً * وأنتم تعلمون أن محمدا هو النبي المذكور عندكم في التوراة * والذي بيَّن لكم موسي عليه السلام صفاته وعلاماته * وأمركم أن تؤمنوا به * وتؤازروه * وتناصروه * فلم تتقاعسون عن نصرته ؟

    فلم يجيبوه إلا بما تعودوا عليه من الإفك والكذب * فقال لهم : يا معشر يهود إني ذاهب لنصرته * والقتال معه * فإذا قتلت * فأشهدكم أن كل ثروتي تؤول إليه يتصرف فيها كيف يشاء * وأخذ سلاحه * ودخل المعركة * وظل يحارب في صفوف المسلمين حتي استشهد

    وأموال هذا الرجل هي التي كان ينفق منها رسول الله صلى الله عليه وسلم في خاصة نفسه * حتي لحق بالرفيق الأعلى * لأن من سنن الله في إرسال رسله * أن يفرَّغهم لتبليغ الرسالة * ويتولي عنهم تدبير معيشتهم * حتى لا ينشغلوا إلا به * فقيض الله هذه الأموال ليعزَّه * فلا يحتاج إلي أحد من خلقه * وليكون شغله كله بالله * فلا يلتفت نفسا ولا أقل عنه إلي غيره [3]

    أما يهود الشام فقد اختاروا واحدا من كبار علمائهم * و أرسلوه إلي مكة عندما علموا اقتراب أوان ظهوره صلى الله عليه وسلم * لأنهم كانوا يعلمون أنه سيولد بمكة

    {فسكن هذا الرجل في شعب خارج مكة * وكان أهل مكة بعد أن شاع سبب مجيئه يعرضون عليه أطفالهم بعد ولادتهم * فكلما ينظر إلي مولود ويتبينه يقول : ليس هو * إلي أن ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب إليه جده عبد المطلب بمفرده * فأول ما رآه قال له : أنت جده فقال : جد من؟ فقال : نبي آخر الزمان فقد ظهر نجمه في السماء الليلة (وهناك نجم معين كبير الحجم جداً ولونه أحمر يظهر عند ولادة النبي) فقال له : أنا أبوه * قال : لا , مكتوب في التوراة أن أباه يكون قد مات - ونص العبارة (وما ينبغي لأبيه أن يكون حياً)

    ثم طلب منه أن يذهب معه لرؤيته : فأخذه إلى بيت السيدة آمنة * فلما شاهد الغلام أخذ يفحصه حتى وجد خاتم النبوة أعلى كتفه الأيسر , وكان في حجم بيضة الحمامة , ويشع نوراً , ومكتوب فيه من الداخل (لا اله إلا الله محمد رسول الله) بشعيرات بارزة * وتنطق من الخارج (توجَّه حيْثَ شئتَ فإنك مَنْصُور) فلما تحقق منه * آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم , والتفت إلى عبد المطلب وقال : إني أخشي عليه من اليهود , فأنهم إذا رأوه لابد أن يقتلوه * فقال عبد المطلب : ولماذا ؟ * قال : لأنهم لا يريدون أن تنتقل النبوة من ولد إسحاق إلى ولد إسماعيل}[4]

    وهكذا فأخبار اليهود في هذا الباب لا تعدُّ ولا تحصي * أما النصارى فالأخبار عنهم في هذا الباب أكثر وأكثر * منها ما ورد عن قيصر الروم في الرواية المشهورة التي تحقَّق فيها من صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم * في الحوار الذي دار بينه وبين أبي سفيان قبل إسلامه * وقد جاء في الأخبار أنه كان يمتلك خزانه من عهد آدم عليه السلام * فيها صور الأنبياء جميعاً , ومن جملتها صورة طبق الأصل لرسول الله صلى الله عليه وسلم


    [1] رواه البخاري والبيهقي عن أنس وأبي إسحاق وابن عساكر عن طريق محمد بن حمزة بن عبد الله بن سلام
    [2] أخرجه الطبراني وابن حبان والحاكم والبيهقي وأبو نعيم عن عبد الله بن سلام.
    [3] عن سبل الهدي والرشاد بتصرف
    [4] رواه الحاكم عن عائشة رضي الله عنها


    http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo...DE&id=49&cat=4

    منقول من كتاب {حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق}
    اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



 

 

المواضيع المتشابهه

  1. شهوة البطن أعظم الشهوات
    بواسطة مراقى في المنتدى طاولة حوار
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-17-2013, 05:09 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
توسيع/تقليص
[click to hide]

Content goes here.