ناصر البنا





على دربك ِ المقطوع ....خيل المنى تكبو
وآمــــال لـقـيـانـا عــلــى خـيـبــة ٍ تـحــبــو

وطيـفـك قــد كــان الـبـديـل عـــن الـكــرى
فأمسـى الكـرى يـربـو وطيـفـك ِ لا يـربـو

وأضـحـت جفـونـي فــي سمـائـكِ غـيـمـة ً
عـلــى كـــلِّ وديــــانِ المـحـبـيـن تـنـصــبُّ

وبــات فــؤادي فــي احـتـراق ٍ .. ونـــاره
تـزيــد اضـطـرامـات ٍ بـــه كـلـمـا تـخـبــو

أقِّـلـبُ كـفـي فــي ســـراب ٍ مـــن الـمـنـى
إذا مـا انمـحـى ســرب ٌ يطالعـنـي ســربُ

وأرنــو بطـرفـي فــي الـسـمـاء فـــلا أرى
بـهـا قـمـراً تلـتـفُّ مـــن حـولِــه الـشـهْـب ُ

وكــنــت ُ إذا أزمــعــت نــيـــلَ مُــرامـــة ٍ
فأنـتِ لسيـري الضـوءُ والــزادُ والـشـربُ

أحـبَّـك ِ قلـبـي واحـتـوى الـحـزنَ والـسـلا
فـكــم هـــدَّه بُــعــد ٌ وكــــم ســــرَّه قــــربُ

كـأنـي رأيــتُ الـيـومَ مــن فــرطِ مــا أرى
مـن الـحـب هــذا الـكـونَ أن اسـمـه حــبُّ

كـــأن عـيـونـي فــــي عـيـونــكِ قــاصــدٌ
،وعيـنـاكِ فــي عـيـنـي َّ للـقـاصـدِ الـــدربُ

ولـكــنَّ لـيــلاً قـــد دجـــي بـعــد صبـحـهـا
وقـامَ مقـام السـهـلِ فــي دربـهـا الصـعـبُ

حنانـيـكِ قــد أصـبـحـتُ لـلـدهـر خـصـمـه
ومـن دهــره خـصـمٌ فـقـد عـظـمَ الخـطـبُ

كــــــأن بـكـفـيـنــا ســيــوفــا ً تــلاحــمـــت
فمـا كـفَّ فيـنـا الطـعـن مـنـا ولا الـضـربُ

ولاراحــــــة مــــــا بـيـنــنــا لــمــحـــارب ِ
ففـي صبحنـا حــرب ٌ وفــي ليلـنـا حــربُ

ومـثـلـي لـــدى الـدنـيـا وحـيــد ٌ مـهـاجــر ٌ
ولـيــس لـــه فـيـهـا مـحــبٌّ ولا صــحــبُ

وماقيـمـة الأصـحـاب إن لـــم تـكــن بـهــم
تـــــزاح مـلــمــات ويـنـكـشــف الــكـــرْبُ

ولـكـنــنــي آثــــــرت نــفــســيَ وحـــدهـــا
فــإنــي لــهــا مـــــن بــعـــد خـالـقـهــا ربُّ

وأهـــــون مـنــهــا أن تـــهـــان بـلــحــظــةِ
اذا عَــزَّ مطـلـوبٌ ولـــو قُـضــي الـنـحـبُ

وأمـلـؤهــا بـالـعــز مـــــن قــبـــل غــيـــره
فـــإن لــيــس يكـفـيـهـا فيـمـلـؤهـا الــتــربُ

ومـاخـضـعـت إلا لـحـبــكِ فــــي الــمــدى
إلـــى أن تَــولاّهــا الـتـوجــس والــرعــبُ

فـلــولا رأت بــرهــان صــــدكِ والــنــوى
لعاجـلـهـا مــــن قــبــل تـوديـعـهـا الــنــدبُ

فـفــي حالتـيـهـا تــشــرب الــكــأس مُــــرةً
ولم يَحْـلُ -مـن كـأس ِ لهـا شربـت- نخـبُ

وصـــرتُ مـدانــاً عـنــد قـومــكِ بـالـهـوى
فلـيـس كـذنـبـي بـيـن أهــل الـهـوى ذنـــبُ

وأُصـــدرُ دون الـعـقـل رأيـــي ومـــادروا
بــأن اخـتـلال العـقـل فــي العـاشـق الـلـبُّ

يـسـائـلُ عـنــي الــنــاس حــيــن يـرونـنــي
أهــذا هــو المـجـنـون أم أنـــه الـصَّــب ُّ ؟

ويرثـي لعشقـي البعـض والبعـض قائـل :
أحـظـك مـنــه الـنـيـل أم حـظــك الـنـهـبُ؟

وهـل بعـد ذا تقـوى عـلـى الهـجـر غــادة ٌ
ألـيــس لـديـهـا بـيــن أضـلاعـهــا قــلــبُ ؟

قـطـعــتُ مـسـافــاتِ الأمــانــي مـســافــراً
إليـهـا وشــرق الأرض يـشـهـد والـغــربُ

وَمَـلَّـكْـتُـهَـا قــلــبــي وصــــــرتُ كــأنــمــا
يـداي جناحاهـا وصـدري الفضـا الرحـبُ

وفـــــوق أمـانـيــهــا أنـــخـــت ركــائــبــي
وما غيـر مـا فـي القلـب مـن حبهـا ركـبُ

ومــــا زيــنــة الـدنـيــا فـديـتــك مـطـمـعـي
وليس لها فـي القلـب جنـب الهـوى جنـبُ

فـكــل مـعـانـي الـحــب عــنــدي رفـيـعــة ٌ
ولـسـت لغـيـر الــروح يــا منيـتـي أصـبـو

فحـسـن جـمـال الــروح حـســن ٌ لغـيـرهـا
وصـــدق تصافيها ومــــا دونــــه كــــذْبُ

أرى بــكِ كـوخــي كالـفـضـاءات واسـعــاً
ودونــكِ هــذا الـكـون فــي أعـيـنـي ثـقــبُ

سأبـقـى عـلـى عـهـدي وإن لــم أنــل يـــداً
فلـي باصطـبـاري واشتيـاقـي لـهـا حـسـبُ


المصدر: منتديات يل - من قسم: واحة الشعر


wfhphj p.dkm >> ggahuv hgvhzu khwv hgfkh hgfkh hgvhzu p.dkm wfhphj