بقلم : مبخوت العزي الوصابي

كان الشعر قبل الإسلام كما قيل " ديوان العرب " ولسان القبيلة ، وبلا شك كان يحظى بقدر كبير من الاهتمام ، ولما جاء الإسلام أصبح القرآن ، ببلاغته ومعجزته البيانية ناهيك عن قداسته وما قدمه للإنسانية من مضامين نظمت حياتها وغيرت مجرى التاريخ - هو المثل الأعلى في البيان والأقرب إلى قلوب الناس وعقولهم فشغلهم عن سواه ، وحينها خفتت جذوة الشعر وانطفأ بريقه . ولعل هذا هو سبب الضعف الذي لحق به ، وليس موقف الإسلام منه . فالأمر دون شك بديهي . وبشيء من التفصيل نستطيع القول أن الشعر في صدر الإسلام قلّ بل ضعف و من جانب آخر تغيرت أغراضه وجدَّت أغراض أخرى ، كل ذلك لعدة عوامل منها :
1- نزول القرآن ، و كذلك الحديث الشريف .
2- إلغاء الإسلام لبعض الأغراض الشعرية التي تتنافى مع روح الإسلام مثل الغزل الفاحش و الهجاء و الفخر الفردي .
3- ابتعاد طائفة من الشعراء عن قول الشعر لإحساسهم بضعف قيمته أمام بلاغة القرآن
4- قضاء الإسلام على العصبية القبلية مما ساعد على عدم تنافس الشعراء فيما بينهم .
كما أن الإسلام قد فرض تأثيره على الشعر من حيث الموضوعات المستوحاة من القرآن الكريم و الحديث الشريف و تعليماتهما مثل الاتحاد من بعد الفرقة و العمل على إعلان الدين الجديد و انتشار الأدب والثقافة و السياسة ، وكذلك اللغة ، حيث دخلت مفردات وتعبيرات تتعلق بالدين لم يعرفها العرب من قبل .
و قد كان الشعراء في ذلك العصر ثلاث فرق :
1 - فريق مؤيد : هو الذي تولى الدعوة الإسلامية و دافع عن الإسلام و عن مبادئه الخالدة و منهم حسان بن ثابت و كعب بن مالك .
2- فريق معارض : وهم الكفار ، لكن انتشار الإسلام أخفى هؤلاء الشعراء و منهم ضرار بن مرداس .
3- فريق اعتزل الشعر : لأنهم استضعفوا قيمة شعرهم أمام إعجاز القرآن و بلاغته و أصبح كل همهم حفظ القرآن و التأمل في إعجازه ، و منهم لبيد بن ربيعة
و من أغراض الشعر في صدر الإسلام :
- الحث على الجهاد - الإشادة بالرسول صلى الله عليه و سلم
- رثاء الشهداء - الدعوة إلى العمل الصالح
- الموعظة الحسنة - الفخر بالانتصارات في الفتوح
كما ظهر شعر الغزوات و الفتوح الذي تحدث عن البطولات التي خاضها المسلمون و اندثر الغزل الصريح و الهجاء القبلي ووصف الخمر و مجالس اللهو و الغناء ، لتنافيها مع الإسلام .
المصدر: منتديات يل - من قسم: واحة الشعر


hgYsghl ,hgauv hgYsghl ,hgauv