رمضان .. واحة في صحراء الروح

بقلم : مبخوت العزي
كعادتهم، لا يزال اليمنيون يستعدون لاستقبال الشهر الكريم استعداداً مادياً ومعنوياً، أما المادي فيتمثل في تجهيز أنواع الأطعمة والمشروبات المتعلقة بالإفطار والسحور. فالمرأة اليمنية تصرف جل وقتها في المطبخ، حيث تحتاج وقتاً طويلا لتحضير المشروبات والأكلات والحلويات التي تتفنن في صنعها. إذ تصنع (الشفوت) والسنبوسة والسلطات والحلبة والفتة والشوربة بأنواعها كشوربة المرق وشوربة الحليب وغيرها، ثم الأطعمة المختلفة من محاشي الكوسة والرز واللحوم ومن الحلويات تصنع الرواني والقطائف والبسبوسة ولقمة القاضي والمهلبية ( المحلبية ) والكريمة والجيلي وأما العصيرات فكثيرة ومتنوعة منها يمنية كشراب الشعير وبعضها شامية مثل عرق السوس والتمر هندي وشراب الورد وقمر الدين وقد تكون كل هذه الأصناف على المائدة كلها وقد تتوزع أثناء الفطور وعند العشاء وبعده وكل هذه التنوعات في التناول عائدة إلى طبيعة الأسرة وعاداتها. فبعض الصائمين عادة يفطرون على التمر والعصير فقط وبعضهم على التمر و الشفوت ثم يذهب إلى الصلاة ثم بعد ذلك يكون العشاء. إلا أن الشيء الذي يتفق عنده كل الصائمين فهو الإفطار بالتمر تمسكاً بسنة النبي صلى الله عليه وسلم. إذ ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سن الإفطار بالتمر أولاً.
وفي الماضي كان الأطفال يتجمعون في الساحات وعلى سطوح المنازل ينتظرون دوي المدفع (مدفع رمضان) حتى ينقلوا بشارة الإفطار إلى الأهل. إلا أن المدفع تحول إلى مجرد رمز من رموز رمضان فمكبرات الصوت قد قامت بدوره. إلا أنه لا يزال يشغل حيزاً كبيراً من خصوصيات رمضان.هذا الاستعداد المادي أما المعنوي فيتمثل في الأناشيد والأهازيج الترحيبية وشحذ الهمم لإحيائه بالذكر والدعاء والصلاة وقراءة القرآن باعتباره محطة تزويد للمؤمن بالطاقة الإيمانية وفرصة يجب أن ينتهزها لتكفير خطاياه فكثير من الناس يستغلون هذا الشهر بالطاعات، فيخرجون بعد العشاء إلى المساجد لصلاة العشاء والتراويح أو لحضور بعض دروس القران وفي الثلث الأخير من الشهر الكريم يستحب الاعتكاف وصلاة القيام ( التهجد ). ومن أهم الليالي في رمضان ليلة القدر ويتوخاها الناس في أوتار العشر الأواخر. وخاصة ليلة 27 رمضان. إذ يتجمع الناس قي المساجد يتلون القرآن ويصلون ويلهجون بالدعاء والتضرع. وفي بعض المناطق تتولى بعض الفرق الصوفية إقامة الاحتفالات. ويبقى الناس ساهرين حتى السحور. وفي الأيام الأخيرة يبدأ الاستعداد للعيد بشراء الملابس الجديدة وتنظيف البيت وشراء الهدايا وإعداد النساء للحلوى والكعك. وخواتم مباركة وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.