بسم الله الرحمن الرحيم

*التوحيد:
قال الجنيد: "التوحيد إفراد القديم من المحدث". ‏
وقال علي البوشنجي: "إثبات ذات غير مشبه للذوات ولا معطل عن الصفات". ‏
وقال القشيري: "التوحيد هو الحكم بأن الله تعالى واحد". ‏
وقال الجنيد أيضا عن التوحيد: "اعتقاد أنه الواحد الأحد الذي لم يلد ولم يولد، ونفي الأضداد والأنداد والأشباه بلا ‏تشبيه ولا تكييف ولا تصوير ولا تمثيل "ليس كمثله شيء". ‏
وقال الإمام الرفاعي: "التوحيد وجدان تعظيم في القلب يمنع من التعطيل والتشبيه".

‏* المعرفة بالله:
العلم بالله تعالى: ‏قال الله تعالى: ]وما قدروا الله حقّ قدره(91)[ [سورة الأنعام]. ‏
وقال الغزالي: "لا تصح العبادة إلا بعد معرفة المعبود". ‏
قال القشيري رضي الله عنه: "المعرفة على لسان العلماء هي العلم، فكل علم معرفة، وكل معرفة علم، وكل عالم ‏بالله تعالى عارف، وكل عارف عالم، وعند هؤلاء القوم: المعرفة صفة من عرف الحق بأسمائه وصفاته، ثم ‏صدق الله تعالى في معاملاته، ثم تنقى عن أخلاقه الرديئة، ثم طال بالباب وقوفه ودام بالقلب اعتكافه، وصدق الله ‏في جميع أحواله". ‏
وقال ذو النون المصري: "علامة العارف ثلاثة: لا يطفئ نور معرفته نور ورعه، ولا يعتقد باطنا من العلم ‏ينقض عليه ظاهرا من الحكم، ولا تحمله كثرة نعم الله عز وجل على هتك أستار محارم الله تعالى".

‏* القناعة:
وهي السكون عند عدم المألوفات: ‏
وقال أبو عبد الله بن خفيف: "القناعة ترك التشوق إلى المفقود والاستغناء بالموجود". ‏
وقال محمد بن علي الترمذي: "القناعة رضا النفس بما قسم لها من رزق"،
ويقال: "القناعة الاكتفاء بالموجود، ‏وزوال الطمع فيما ليس بحاصل". ‏
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما قلّ وكفى خير مما كثر وألهى" رواه أبو يعلى. ‏
وقيل: "وضع الله تعالى خمسة أشياء في خمسة مواضع: العز في الطاعة، والذل في المعصية، والهيبة في قيام ‏الليل، والحكمة في البطن الخالي، والغنى في القناعة". ‏

‏* التوكل:
‏هو ترك تدبير النفي والانخلاع من الحول والقوة، وإنما يقوى العبد على التوكل، إذا علم أن الحق سبحانه يعلم ‏ويرى ما هو فيه. ‏
واعلم أنّ التوكل محله القلب، والحركة بالظاهر لا تنافي التوكل بالقلب، بعدما تحقق العبد أن التقدير من قبل الله ‏تعالى، وإن تعسر شيء فبتقديره. ‏
وقال سهل بن عبد الله: "من طعن في الحركة فقد طعن في السنة، ومن طعن في التوكل فقد طعن في القلب". ‏
وقال حمدون القصار: "التوكل هو الاعتصام بالله تعالى". ‏
وسئل أبو عبد الله القرشي عن التوكل فقال: "التعلق بالله تعالى في كل حال". ‏
وقال أحمد بن مسروق: "التوكل الاستسلام لجريان القضاء". ‏
وقال سهل بن عبد الله: "التوكل أن يستوي عندك الإكثار والإقلال".

‏* الشكر:
هو شكر النعمة وحفظ المنة: ‏
قال الجنيد: "كنت بين يدي السري ألعب وأنا ابن سبع سنين وبين يديه جماعة يتكلمون في الشكر فقال لي: يا غلام ‏ما الشكر فقلت: أن لا تعصي الله بنعمه". ‏
وقال أيضا: "الشكر أن لا يستعان بشيء من نعم الله تعالى على معاصيه". ‏
اليقين: وهو زوال المعارضات. ‏
قال ذو النون المصري: "اليقين داع إلى قصر الأمل وقصر الأمل يدعو إلى الزهد، والزهد يورث الحكمة، ‏والحكمة تورث النظر في العواقب". ‏
وقال السري السقطي: "اليقين سكونك عند جولان الموارد في صدرك، لتيقنك أن حركتك فيها لا تنفعك ولا ترد ‏عنك مقضيا".
‏وقال ذو النون المصري: "ثلاثة من أعلام اليقين قلة مخالطة الناس، وترك المدح لهم في العطية، والابتعاد عن ‏ذمهم عند المنع".

‏* الصبر:
هو حبس النفس وقهرها على المكروه تتحمله أو لذيذ تفارقه قال الله تعالى: ]واصبر وما صبرك إلا ‏بالله(127)[[سورة النحل]. ‏
وسئل الجنيد عن الصبر فقال: "تجرع المرارة من غير تعبيس". ‏
وقال ذو النون المصري: "الصبر التباعد عن المخالفات، والسكون عند تجرع غصص البلية، وإظهار الغنى مع ‏حلول الفقر بمساحات المعيشة". ‏
وقال إبراهيم الخواص: "الصبر هو الثبات مع الله تعالى وتلقي بلائه بالرحب والدعة". ‏
وقال ذو النون المصري: "الصبر هو الاستعانة بالله تعالى". ‏
وقال ابن عطاء: "الصبر هو الوقوف مع البلاء بحسن الأدب". ‏
وقيل: "الصبر هو الفناء في البلوى بلا ظهور شكوى". ‏
روى عن أنس بن مالك أنّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما الصبر عند الصدمة الأولى" رواه ‏البخاري. ‏
وقال علي رضي الله عنه: "الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد".

‏* المراقبة: ‏
دوام النظر بالقلب، والوقوف عند الحدود والشبهات بأن يستشعر أن الله مطلع عليه بكل حركاته وسكناته. ‏
قال الله تعالى: ]وكان الله على كل شيء رقيبا(52)[ [سورة الأحزاب]. ‏
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فان لم تكن تراه فانّه يراك" رواه مسلم. ‏
وسئل ابن عطاء: "ما أفضل الطاعات فقال: مراقبة الحق على دوام الأوقات". ‏
وقال ذو النون المصري: "علامة المراقبة إيثار ما آثر الله تعالى، وتعظيم ما عظم الله تعالى، وتصغير ما صغر ‏الله تعالى".
‏وقال إبراهيم النصراباذي: "الرجاء يحرك إلى الطاعات، والخوف يبعدك عن المعاصي، والمراقبة تؤدي بك ‏إلى طرق الحقائق". ‏
وقال إبراهيم الخواص: "المراعاة تورث المراقبة والمراقبة تورث خلوص السر والعلانية لله تعالى". ‏
ويقول أحمد الحريري: "أمرنا هذا مبني على فصلين: وهو أنْ تلزم نفسك المراقبة لله تعالى، ويكون العلم على ‏ظاهرك قائما".

‏* الرضا:
وهو التسليم وعدم الاعتراض
‏قال الله تعالى: ]رضي الله عنهم ورضوا عنه(119)[ [سورة المائدة]. ‏
قال أبو عبد الله بن خفيف: "الرضا سكون القلب إلى أحكامه وموافقة القلب بما رضي الله تعالى به واختاره". ‏
وقال الجنيد: "الرضا دفع الاختيار". ‏
وقال رويم: "الرضا استقبال الأحكام بالفرح". ‏
وقيل: "الراضي بالله تعالى هو الذي لا يعترض على تقديره وأحكامه". ‏
وقال أبو علي الدقاق: "ليس الرضا أن لا تحس بالبلاء، ولكن الرضا أن لا تعترض على الحكم والقضاء". ‏

‏* العبودية: ‏
القيام بحق الطاعات بشرط التوقير
قال الله تعالى: ]واعبد ربك حتى يأتيك اليقين (99)[ [سورة الحجر). ‏
ويقال: "العبودية معانقة ما أمرت به ومفارقة ما زجرت عنه". ‏
وقال ابن عطاء: "العبودية من أربع خصال: الوفاء بالعهود، والحفظ للحدود، والرضا بالموجود، والصبر عن ‏المفقود".

‏* الإرادة:
ترك ما عليه العادة وهي بدء طريق السالكين. ‏
قال أبو علي الدقاق: "الإرادة لوعة في الفؤاد، ولدغة في القلب، وغرام في الضمير، وانزعاج في الباطن، ‏ونيران تتأجج في القلوب". ‏
ويقول الشيخ محمد الكتاني: "من حكم المريد أن يكون فيه ثلاثة أشياء: نومه غلبة، وأكله فاقه، وكلامه ضرورة". ‏
ويقول الجنيد: "إذا أراد الله تعالى بالمريد خيرا أوقعه في الصوفية". ‏
وقد قيل: "الإرادة ترك ما عليه العادة، وعادة الناس من الغالب التعريج على أوطان الغفلة، والركون إلى إتباع ‏الشهوة والإخلاد إلى ما دعت إليه المنية، والمريد منسلخ عن هذه بالجملة، فصار خروجه أمارة ودلالة على ‏صحة الإرادة، فسميت تلك الحالة إرادة، وهي الخروج عن العادة، فان ترك العادة أمارة الإرادة، وأما حقيقتها ‏فهي نهوض القلب في طلب رضا الحق سبحانه وتعالى ولهذا يقال أنها لوعة تهون كل روعة". ‏

المحبة:
الموافقة والإيثار.
قال الله تعالى: ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ(54)[ [سورة المائدة].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا أحب الله عز وجل العبد قال لجبريل: يا جبريل إني أحب فلانا فيحبه جبريل ثم ينادي جبريل في أهل السماء إنّ الله قد أحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يضع له القبول في الأرض" أخرجه مسلم والترمذي.
وقيل: المحبة المحل الدائم بالقلب الهائم ومعانقة الطاعة ومباينة المخالفة.
وقيل: المحبة الموافقة.
وقال أبو يزيد البسطامي: "المحبة استقلال الكثير من نفسك واستكثار القليل من حبيبك".
وقد قال قوم: محبة الله للعبد مدحه وثناؤه عليه بالجميل ورحمته ونعمته الخاصة له.
وقالوا: محبة العبد لله تعالى فحالة يجدها من قلبه تلطف عن العبارة وقد تحمله تلك الحالة على تعظيمه وإيثار رضاه




*الشوق:
نزاع الشيء إلى شيء.
قال الله تعالى: ]مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (5)[ [سورة العنكبوت].
وقال القشيري: الشوق اهتياج القلوب إلى لقاء المحبوب وعلى قدر المحبة يكون الشوق لأن الشوق ثمرة المحبة.
وسئل أحمد بن عطاء عن الشوق فقال: احتراق الأحشاء وتلهب القلوب وتقطع الأكباد، وسئل أيضا عن الشوق فقيل له: الشوق أعلى أم المحبة؟ فقال: المحبة لأن الشوق يتولد منها.
وسئل الجنيد: من أي شيء يكون بكاء المحب إذا لقي المحبوب فقال: إنما يكون ذلك سرورا به ووجدا من شدة الشوق إليه.
وقال أبو عبد الله بن خفيف: الشوق ارتياح القلوب بالوجد ومحبة اللقاء.
وقال يحيى بن معاذ: علامة الشوق فطام الجوارح عن الشهوات بأن يعرض العبد عنها شوقا إلى ربه كما يعرض الطفل عن اللبن حين يطيب له الطعام ويشتاق إليه.

* حفظ قلوب المشايخ:
أي حفظ شروط الأدب معهم.
قال الله تعالى: ]قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً(66)[ [سورة الكهف].
قال الإمام الجنيد: لما أراد صحبة الخضر حفظ شرط الأدب فاستأذن أولا في الصحبة.
وقال أبو علي الدقاق: بدء كل فرقة المخالفة. يعني أن من خالف شيخه لم يبق على طريقته وانقطعت العلاقة بينهما وإن جمعتهما البقعة فمن صحب شيخاً من الشيوخ ثم اعترض عليه بقلبه فقد نقض عهد الصحبة.
وقال الشيخ جعفر الخالدي: من لم يحفظ قلوب المشايخ سلط الله عليه كلباً يؤذيه.

* السماع:
وهو الاستماع والإنصات.
قال الله تعالى: ]فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ (18)[ [سورة الزمر].
وقيل: السماع نداء، والوجد قصد.
وكان الحارث المحاسبي يقول: ثلاث إذا وجدن متع بهن وقد فقدناها: حسن الوجه مع الصيانة، وحسن الصوت مع الديانة، وحسن الإخاء مع الوفاء.
وقال الجنيد: تتنزل الرحمة على الفقراء في ثلاثة مواطن: عند السماع فإنهم لا يسمعون إلا عن حق ولا يقولون إلا عن وجد، وعند أكل الطعام فإنهم لا يأكلون إلا عن فاقة لينشطوا للعبادة، وعند مجاراة العلم فإنهم لا يذكرون إلا صفة الأولياء من حيث أحوالهم ومقاماتهم.
ويقول أبو عثمان سعيد المغربي: قلوب أهل الحق قلوب حاضرة وأسماعهم أسماع مفتوحة.
وقال الجنيد: السماع امتحان وابتلاء لمن طلبه،
وقال: السماع يحتاج إلى ثلاثة أشياء: الزمان والمكان والإخوان.
وهذا كله إذا لم يكن في السماع شيء محرم وممنوع.

* التوبة :
أول منزلة من منازل السالكين وأول مقامات الطالبين وحقيقة التوبة في اللغة الرجوع، يقال: تاب أي رجع، فالتوبة الرجوع عن المعصية إلى الطاعة.
يقول الجنيد رضي الله عنه: التوبة على ثلاث معان: أولها الندم، وثانيها العزم على ترك المعاودة إلى ما نهى عنه، وثالثها السعي في أداء المظالم.
وقال الإمام الواسطي: التوبة النصوح لا تبقي على صاحبها أثرا من المعصية سرا ولا جهرا وهذا مصداق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "التائب من الذنب كمن لا ذنب له" رواه ابن ماجه.
* المجاهدة:
وهو مجاهدة النفس بالاستقامة على طاعة الله
وقد قال الإمام حسن القزاز: بني هذا الأمر على ثلاثة أشياء: أن لا تأكل إلا عند الفاقة، ولا تنام إلا عند الغلبة، ولا تتكلم إلا عند الضرورة.
وقال إبراهيم بن أدهم: لن ينال الرجل درجة الصالحين حتى يجتاز ست عقبات: أولها أن يغلق باب النعمة ويفتح باب الشدة، والثاني أن يغلق باب العز ويفتح باب الذل، والثالث أن يغلق باب الراحة ويفتح باب الجهد، والرابع أن يغلق باب النوم ويفتح باب السهر، والخامس أن يغلق باب الغنى ويفتح باب الفقر، والسادس أن يغلق باب الأمل ويفتح باب الاستعداد للموت.

* الخلوة والعزلة:
إنّ الخلوة صفة أهل الصفوة والعزلة من أمارات الوصلة ومعناها الانقطاع عن الخلق والعزلة عنهم.
ثم من آداب الخلوة والعزلة أن يحصل من العلوم ما يصحح به عقد توحيده لكي لا يستهويه الشيطان بوسواسه، ثم يحصل من علوم الشرع على ما يؤدي به فرضه ليكون بناء أمره على أساس محكم، والعزلة في الحقيقة اعتزال الخصال الذميمة.
وقد قال أبو بكر الوراق موصيا أحد الرجال: وجدت خير الدنيا والآخرة في الخلوة والقلة وشرهما من الكثرة والاختلاط.
وقال الإمام سهل: لا تصح الخلوة إلا بأكل الحلال ولا يصح أكل الحلال إلا بأداء حق الله.
وقال الجنيد: مكابدة العزلة أيسر من مداراة الخلطة وذلك لاختلاف أخلاق الناس وما يبدو من أذاهم وما يحتاج إليه من الحلم والصفح.
وقد قيل لابن المبارك: ما دواء القلب قال: قلة الاختلاط بالناس،
وقد قال الجنيد: من أراد أن يسلم له دينه ويستريح بدنه وقلبه فليعتزل الناس فانّ هذا زمان وحشة والعاقل من اختار فيه الوحدة، إلا أن يكون هناك خير فيخرج ويخالط وإلا فلا.

*التقوى :
هي لزوم طاعة الله فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عليك بتقوى الله فانّه جماع كل خير" رواه أحمد.
وقد قال الإمام سهل: "من أراد أن تصح له التقوى فليترك الذنوب كلها".
وقال النصراباذي: من التزم التقوى اشتاق إلى مفارقة الدنيا لأن الله تعالى يقول: ] وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ(32)[ [سورة الأنعام].
وروي عن الإمام المكرم علي بن أبي طالب عليه السلام في التقوى: "الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والقناعة بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل".
وقال أبو بكر الروذباري: "التقوى مجانبة ما يبعدك عن الله تعالى"،
وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنّه قال: "سادة الناس في الدنيا الأسخياء وسادة الناس في الآخرة الأتقياء".

*الورع:
وهو ترك الشبهات
قال إبراهيم بن أدهم: "الورع ترك كل شبهة وترك ما لا يعنيك هو ترك الفضلات".
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة: "كن ورعا تكن أعبد الناس" أخرجه ابن ماجه والطبراني في الأوسط.
وقال اسحق بن خلف: "الورع في المنطق أشد من الورع في الذهب والفضة، والزهد في الرياسة أشد منه في الذهب والفضة لأنك تبذلهما في طلب الرياسة".
وقال يونس بن عبيد: "الورع الخروج من كل شبهة ومحاسبة النفس في كل طرفة".
وقال معروف الكرخي رضي الله عنه: "احفظ لسانك من المدح كما تحفظه من الذم".
وقال بشر بن الحارث: "من لم يصحبه الورع أكل رأس الفيل ولم يشبع".
وقد قيل أن ابن المبارك رجع من مرو في تركستان إلى الشام في قلم استعاره حتى يعيده إلى صاحبه.
ورئي سفيان في المنام وله جناحان يطير بهما من الجنة فقيل له: بم نلت هذا؟ فقال: بالورع.

*الزهد:
هو ترك الحرام والدنيا.
وقد قال الإمام أحمد الرفاعي: "الزاهد يترك الدنيا ولا يبالي من أخذها".
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما في أيدي الناس يحبوك"، رواه ابن ماجه وغيره.
وقيل: "الزهد عزوف النفس عن الدنيا بلا تكلف".
وقال أبو سليمان الداراني: "الزهد ترك ما يشغل عن الله تعالى"،
وسئل الجنيد عن الزهد فقال: "خلو اليد من الملك والقلب من التتبع".
وقد قال الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه: "الزهد على ثلاثة أوجه الأول: ترك الحرام وهو زهد العوام، والثاني ترك الفضول من الحلال وهو زهد الخواص، والثالث ترك ما يشغل العبد عن الله تعالى وهو زهد العارفين".
وقال يحيى بن معاذ: "لا يبلغ حقيقة الزهد حتى يكون فيه ثلاث خصال: عمل بلا علاقة وقول بلا طمع وعز بلا رياسة،
وقد سئل الجنيد عن الزهد فقال: "استصغار الدنيا ومحو آثارها من القلب".
وقال ابن الجلاء: "الزهد هو النظر إلى الدنيا بعين الزوال في عينك فيسهل عليك الإعراض عنها".

*الصمت:
أي السكوت وفيه سلامة فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت" أخرجه البخاري.
ويروى أنّ سيدنا سليمان عليه السلام قال: "إذا الكلام من فضة فالسكوت من ذهب".
وقد قيل لذي النون المصري: من أصْوَن الناس لنفسه؟ فقال: "أملكهم للسانه".
وقال بعض الحكماء: "الصمت لسان الحلم".
وقيل: "اللسان مثل السبع إن لم توثقه عدا عليك".
وقد قال الفضيل بن عياض: "من عدَّ كلامه من عمله قلَّ كلامه إلا فيما يعنيه" أي فيما يحتاج إليه.
وقال الأستاذ القشيري: "الصمت سلامة وهو الأصل وعليه ندامة إذا ورد عنه الزجر فالواجب أن يعتبر فيه الشرع والأمر والنهي والسكوت في وقته صفة الرجال كما أن النطق في موضعه من أشرف الخصال لذلك يقول أبو علي الدقاق: الساكت عن الحق شيطان أخرس.

* الخوف:
معناه أن يخاف من الله تعالى أن يُعاقبه في الدنيا أو في الآخرة
قال تعالى: ]يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً (16)[ [سورة السجدة]،
وقال تعالى: ]وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (175)[ [سورة آل عمران].
يقول أبو حفص: "الخوف سراج القلوب به يبصر الخير والشر".
سئل الجنيد عن الخوف فقال: "توقع العقوبة مع مجاري الأنفاس".
وقال حاتم الأصم: لكل شيء زينة وزينة العباد الخوف وعلامة الخوف قصر الأمل وكثرة العمل.
وقال عبد الله بن مبارك: "إنّ الذي يهيج الخوف حتى يسكن في القلب دوام المراقبة من السر والعلانية".
الرجاء: تعلّق القلب بمحبوب سيحصل في المستقبل.
وقيل: "هو ثقة الجود من الكريم الودود".
وقيل: "هو النظر إلى سعة رحمة الله تعالى".
ويقول أبو علي الروذباري: "الخوف والرجاء كجناحي الطائر إذا استويا استوى الطير وتم طيرانه، وإذا نقص أحدهما وقع فيه النقص وإذا ذهبا صار الطائر في حد الموت".
وقال عبد الله بن خفيف: "الرجاء ثلاثة رجل عمل حسنة فهو يرجو قبولها، ورجل عمل سيئة ثم تاب فهو يرجو المغفرة، ورجل كاذب يتمادى في الذنوب ويقول أرجو المغفرة ومن عرف من نفسه الإساءة ينبغي أن يكون خوفه غالبا على رجائه".
ويقول العلامة العارف الشيخ عبد الله الهرري :والعبد مطلوب منه أن يكون بين الخوف والرجاء


*الحزن:
حال يفيض القلب عن التفرق في أودية الغفلة، والحزن من أوصاف أهل السلوك.
قال الله تعالى: ]وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ(34)[ [سورة فاطر].
وقيل: "إذا لم يكن في القلب حزن خرب كما أنّ الدار إذا لم يكن فيها ساكن خربت".
وقال ابن خفيف: "الحزن حصر النفس عن النهوض في الطرب"، وقيل: "الحزن يمنع من الطعام، والخوف يمنع من الذنوب".

*الجوع وترك الشهوة:
قال الله تعالى: ]وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ(155)[ [سورة البقرة] فلهذا كان الجوع من صفات القوم وهو أحد أركان المجاهدة فانّ أرباب السلوك قد تدرجوا إلى اعتياد الجوع والإمساك عن الأكل ووجدوا ينابيع الحكمة في الجوع.
وقال أبو سليمان الداراني: "مفتاح الدنيا الشبع لأن الشبع يحرك شهوات الإنسان ويستثيرها ومفتاح الآخرة الجوع".
وقال يحيى بن معاذ: "الجوع نور لأنه يحرك الإنسان للطاعة".
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه" رواه الترمذي.

*الخشوع و التواضع:
الخشوع: "الانقياد للحق والتواضع هو الاستسلام للحق وترك الاعتراض على الحكم".
وقال صلى الله عليه وسلم: "من تواضع لله رفعه الله" رواه ابن ماجه.
وقال الحسن البصري: "الخشوع الخوف الدائم اللازم للقلب".
وسئل الجنيد عن الخشوع فقال: "تذلل القلوب لعلام الغيوب".
ويقال: "الخشوع قشعريرة ترد على القلب بغتة عند مفاجأة كشف الحقيقة".
وسئل الجنيد عن التواضع فقال: "خفض الجناح للخلق ولين الجانب لهم".
وقال ابن العطاء: "التواضع قبول الحق أي كان".
وقال عبد الله الرازي: "التواضع ترك التمييز في الخدمة".
وقال إبراهيم بن الجنيد: "كان يقال أربعة لا ينبغي للشريف أن يأنف منهن ولو كان أميرا: قيامه من مجلسه لأبيه، وخدمته لضيفه، وخدمته لعالم يتعلم منه، والسؤال عما لم يعلم".
وقيل لأبي يزيد: "متى يكون الرجل متواضعا?" فقال: "إذا لم ير لنفسه مقاما ولا حالا".
ويقول إبراهيم بن شيبان: "الشرف في التواضع والعز في التقوى والحرية في القناعة".
وقال سفيان الثوري: "أعز الخلق خمسة أنفس: "عالم زاهد، وفقيه صوفي، وغنى متواضع، وفقير شاكر، وشريف سني".
وقال يحيى بن معاذ: "التواضع حسن من كل إنسان لكنه من الأغنياء أحسن والتكبر قبيح في كل إنسان لكنه من الفقراء أسمج".
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تواضع لله درجة رفعه الله درجات حتى يجعله في أعلى عليين، ومن تكبر على الله درجة أوضعه الله درجات حتى يجعله في أسفل سافلين".

*مخالفة النفس:
قال الله تعالى: ]وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى(40)[ [سورة النازعات]،
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثم اعلم أنّ مخالفة النفس رأس العبادة" رواه السيوطي وهو ضعيف.
وقال ذو النون المصري: "مفتاح العبادة الفكر، وعلامة الإصابة مخالفة النفس والهوى، ومخالفتهما ترك شهواتهما".
وقال أبو حفص: "من لم يتهم نفسه على دوام الأوقات ولم يخالفها في جميع الأحوال ولم يجرها إلى مكروهها في سائر أيامه كان مغرورا".
و رئي أحد الرجال جالسا في الهواء فقيل: "بم نلت هذا
فقال: تركت الهوى فسخر لي الهواء".
وقيل: "لا تضع زمامك في يد الهوى، فانّه يقودك إلى الظلمة".
[1]


[1]- الموضوع منقول من منتدى رباط الفقراء إلى الله .
المصدر: منتديات يل - من قسم: نافذة حرة


ug,l hgw,tdm ,luhvtil ug,l