مُصالحة مُتأخِّرة
دعني أعترف بأني قد أهملتكَ ، تجاهلتكَ ،هجرتكَ .. نعم . دعني أعترف ؛ لقد هجرتكَ منذ زمن ، منذ أن اقترنت بزوجي الحبيب وهبت له ولمنزلنا كل وقتي وكل تفكيري واهتماماتي . انتقلت من اهتمامات لاهتمامات أخرى .. كلها تدور حول الحياة الزوجية وعشنا السعيد . وزادت القطيعة عندما جاء إلى عالمنا ملاكنا الصغير ؛ ليملأ حيتنا بابتساماته وضحكاته ، يا الله ما أجملها وأعذبها وأروعها !.. لذلك أهملتك حتى نسيتك ، والحقيقة حتى تناسيتك .
كان يسيطر عليَّ اعتقاد اجتماعي شديد التأثير ، مفاده أن اهتمامي بك ، سيزعج زوجي ، فأجبرت نفسي على هجرك ، وعشت أيامي وسنواتي الثلاث السالفة واضعةً نصب عيني المنزل والزواج السعيد فحسب .
سألتني صديقتي قبل فترة ليست بالبعيدة : هل ما زلتِ تكتبينَ ؟ أجبتها بالنفي وكنت أضحك أثناء محادثتها تلك . لكن بعد انتهاء المكالمة أحسست الأمر قابعا في أغوار نفسي ، وعدت لأتذكر تلك الأيام التي كنت على اتصال بك .. لقد كانت جميلة كذلك . وسعدت جدا البارحة حينما انفتحت سيرتك مع زوجي ، فشجعني وطلب مني أن أعيد الصلة بك ، وأفصح لي أن صلتي بك حينها كانت سببا من أسباب إعجابه بي ، فتفاجأت وقلت في نفسي : يا زوجي العزيز لِمَ لم تخبرني بذلك من بداياتنا الأولى ؟! لقد وعدني البارحة بدعمه لي في إعادة الصلة بك ، وأكد لي أنه ليس متحجرا، وأنه يفخر بي كلما زادت تلك الصلة بك .

والآن يا قلمي العزيز ، ها قد عدت إليك أُمَّاَ وبتجربة جديدة ورؤية مختلفة بعد انقطاع طويل ، عدت بشوق كبير ورغبة جامحة في الكتابة ، أعرف أنها مصالحة متأخرة معك . ولكن عُد وكن متسامحا معي .
أُم محمد
25/ 5/2012م



lwhgpm ljHovm