لماذا لا نلتفت للوجه الآخر؟!

علّمنا القرآن ألّا نؤمن ببعض الكتاب ونكفر ببعض، وعلّمتنا الحياة أن النبيل هو من تستطيع أن تحصي عيوبه، وعلّمنا الزمن أن الليل يعقبه النهار، وعلّمنا التأريخ أن لكل حضارة طفولة وشيخوخة، وعلّمتنا الجغرافيا أن هناك قمماً شاهقة وسهولاً منبسطةً، وعلّمنا البحر أنه بين مدٍ وجزرٍ، وعلّمتنا المدينة أنها أحياء راقية وبيوت صفيح عشوائية، وعلّمنا الماء أنه مالح وعذب، حتى النار علّمتنا أنها تحرقنا وتدفئنا، والنحلة تلسعنا وتسقينا ما فيه شفاء لنا.. كل شيء له وجهان، ولعلي أتساءل لماذا خلق الله لنا عينين؟ أعرف أن ذلك لأسباب كثيرة، ولكن ألَا يكون منها إشارة وإيحاء بأن تكون لنا نظرتان إحداهما إن وقعت في الظلام فعلى الأخرى أن تقع في النور؟ ولِمَ لا؟!
فلنجعلْ من ذلك منهج حياة، وحينئذٍ سنمتلك صلاحية الاستمرار.