أهلا وسهلا بك إلى منتديات يل.
النتائج 1 إلى 2 من 2
جميع المعجبين1معجبين
  • 1 Post By

الموضوع: في طبيعة النص الأدبي، وقراءته

  1. #1
    مشرف عام
    تاريخ التسجيل
    May 2012
    الدولة
    يقيم حاليا في صنعاء
    المشاركات
    332
    معدل تقييم المستوى
    48


    1 (24) في طبيعة النص الأدبي، وقراءته


    في لحظة كنت أنتظر من طلابي تحليل نصٍ أدبي.. جالت بخاطري تساؤلاتٍ، على شاكلة: ماذا يكتب ذاك الأديب، شاعرا كان أم ساردا أم ناثرا، وكيف؟ ثم لماذا يكتب؟ وأنت أيها القارئ-الناقد، ماذا تقرأ وكيف؟ ثم لماذا تقرأ ما تقرؤه؟
    معظم الناس أصبح يمتلك القدرة على الكتابة - وأقصد الكتابة غير الأدبية - ولكن القليل والقليل جداً تلتفت الأنظار إلى كتاباتهم.
    لا شك أن هناك سراً يسكن لغتهم وأساليبهم، ورؤى استثنائية تشكل اللغة نصوصا استثنائية تشف عن تلك الرؤى وتبين عنها.
    قد يكتب كل إنسان عن الحرب مثلا، إلا أن كاتبا ما يشدنا ما كتبه، فنقف عليه بين مندهش ومتسائل: كيف استطاع أن يقول ما كنت أريد أن أقوله ولم أستطع؟! أو كيف جعلني أشعر أنه كان ينبغي أن أريد ما أراده فقاله، ولم أرد قبل أن يريد؟! أليس هذا شأننا كلنا مع النصوص؟
    فماذا يكتب الأديب إذن؟ هل يعبر عن مشاعره وعواطفه؟ فما شأننا وعواطفه ومشاعره، فلنا مشاعرنا وعواطفنا الخاصة!
    هل يجسد الواقع الذي تعيشه الجماعة، التي هو أحد أفرادها؟ إن كان الأمر كذلك فلِمَ لا نجد الأمر ذاته مع تلك النصوص الفلسفية والسياسية والتأريخية المتعلقة بقضايانا الاجتماعية؟!
    ما سرُّ فرادة النص الأدبي؟ وما سر فرادة نص من نصٍ أدبيٍّ آخر؟ ما الذي منحه تلك الروح المتخلقة المتجددة المتجاوزة الصادمة المدهشة؟
    إن قلنا صدق التصوير، فليس هناك ما هو أصدق وأدق تصويرا من عدسة الكاميرا الـ hd ، أو تلك الكاميرا ذات التصوير ثلاثي الأبعاد 3d، التي، للأسف، وصلت بنا حد التبلد أمام مرائيها، إذ كان ينبغي أن نتقطع أمامها كمدا وحزنا!

    لا شك أن النص الأدبي صادرٌ عن ذاتٍ فرديةٍ مبدعة، تمتلك حدساً فنياً، تستكنه مكنون ذاتنا الجماعية، التي تعجز حدوسنا مجتمعةً عن استكناهه؛ فتتجسد طموحاتنا وتطلعاتنا، المتعالية والمستعصية عن الإدراك عبر كيانٍ نصيٍّ مدرَكٍ ومحسوس.
    وجدير بالذكر أن تلك الطموحات والتطلعات لا تعني بالضرورة ذلك الواقع الذي نعيشه، بل أجدر به أن يكون واقعا منشودا، فالنص هنا يقدم وعيا ممكنا، لا وعيا قائما ومتحققا، ولا يمكن ذلك إلا إذا تجسد الصراع القائم في الواقع صراعا لغويا قائما في النص، يفضي إلى موقفٍ لغويٍ من المواقف المتصارعة، وتلك هي رؤية النص للعالم التي تمخضت عن تصارع رؤىً للعالم في النص.
    وهنا تسقط مقولة أن الأدب انعكاسٌ للواقع مرآوياً أو غير مرآوي؛ بل أصبحت اللغة هي التمظهر الحقيقي للقضايا الاجتماعية، وللأدب وحده شرعية تجسيدها مع تقديم رؤيته المتجاوزة والمتضمنة حل تلك القضايا من خلال موقفه لغويا من تصارعها لغويا في إطار تشكله كائنا نصيا متميزا ومتفردا.

    وفي ضوء هذا الفهم للنص، كيف ينبغي أن تكون قراءته ومقاربته؟ لا شك أن النص باعتباره تشكيلا للعالم باللغة، فمقاربته تقتضي الإحاطة بكائناته النصية وفهمها فهما مستبصراً وبإدراك عميق لكل خواصه اللسانية والبلاغية والسيميائية والإيديولوجية، كي يتأتى للقارئ الوقوف على أسرارها وإيحاءاتها، كيما تفتح عوالم النص مغالقها السرية، وتُذلل أمام القارئ سبلها، ما لم فإن إقلاعه من مَدْرَج اللغة سيتجه به عبر مسارات غير مقصودة وغير مبرر سلوكها خارج العالم النصي، وحينئذ سيهبط اضطراريا هبوطا غير آمنٍ، لانقطاع خيوط اتصاله بمرشداته النصية.

    وخلاصة القول، لقد تعددت زوايا الرؤية للنص بما يكفي، وحسبه ما بين يديه، ولي أن أجزم أن كل زاوية من زواياه قد أوتي من قبلها، بما يكفي لاستخلاص مرأىً كليٍّ شامل ومقارب من خلال إعادة إنتاج تلك المرائي المتعددة المتكاملة، سواء تباعدت حد التباين، أم تقاربت حد التشابه، فثمة مقاربات خارجية اجتماعية وتاريخية ونفسية وأخرى داخلية شكلانية وبنيوية وأسلوبية ونصية و سيميائية وبنيوية تكوينية وحوارية وتناصية وثقافية وسوسيو نصية أو ما تسمى علم اجتماع النص الأدبي ... إلى آخر ما هنالك من ذلك، ولعل في السوسيونصية ما أطمئن إليه شخصيا لكونها أخذت من كل ما يمت للنص بسببٍ فارتئيت فيها مقاربة قرائية أكثر شمولاً مما عداها. ولكن مع الأخذ بالاعتبار خصوصية النص؛ فالنص العربي مثلا له سياقه ومرجعيته الثقافية والإيديولوجية، يختلف عن نصٍ، اشتغلت عليه تلك النظريات في مهدها، له سياقه ومرجعيته الثقافية والإيديولوجية المختلفة.
    صنعاء
    21- 6 – 20013م.



    td 'fdum hgkw hgH]fdK ,rvhxji hgkw ,rvhxji

    عبد الصمد يوسف معجب بهذا.
    الكلمة مسؤولية ..

  2. #2
    المدير العام
    تاريخ التسجيل
    May 2012
    الدولة
    اليمن
    المشاركات
    684
    معدل تقييم المستوى
    83
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

 

 

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
توسيع/تقليص
[click to hide]

Content goes here.