حَكَمَ عَبْدُ الرحْمَنِ الناصِرُ بِلادَ الأنْدَلُسِ مِن سَنَةِ ثلاثِماِئَةٍ إلى سَنَةِ ثلاثِمائةٍ وخَمْسِينَ مِن الهِجْرَةِ ، وفِي عَهْدِهِ اِزْدَحَمَت قُرْطُبَةُ عاصِمةُ الأندلسِ بِسُكَّانِها ، فاتَّخَذَ لِنَفْسِهِ مَدِينةً بالقُربِ مِن قُرطبةَ سَمَّاها مَدِينةَ الزهراءِ ؛ وأمَرَ بِبِناءِ مَسْجِدٍ كَبِيرٍ فِيها ، جَعَلَهُ مَرْكِزاً لِلعِلْمِ والعُلَماءِ ؛ ولكِن الزهْراءَ البَدِيعةَ لَمْ تُنسِ عبدَ الرحمنِ قُرطُبةَ وجامِعَها الكبيرَ فكانَ يُؤَدِّي فِيهِ صلاةَ الجُمْعةِ والعِيدَينِ .
وقَدْ كانَ يَعْمَلُ في بِناءِ مَسْجِدِ الزهْراءِ يَومِياً ثلاثُمائةِ بَنَّاءٍ ، ومائتا نَجَّارٍ وخَمْسُمائةِ عامِلٍ .
وأمَّا أرْضُهُ فَقَدْ فُرِشَت بالرُّخامِ ذِي اللَّونِ الأحْمَرِ ولِهَذا صارَ مَسْجِدُ الزَّهْراءِ آيَةً مِن آياتِ الفَنِّ الإسْلاميِّ الجَلِيلِ .
المصدر: منتديات يل - من قسم: نافذة حرة


lQsX[A]E hg.Q~iXvhxA