جهود مباركة للدفاع عن اللغة العربية
جهود مباركة للدفاع عن اللغة العربية
|
[TR]
[TD="align: center"][/TD]
[/TR]
تصاب بالذهول وأنت تقرأ بضعة سطور من استدعاء كتبه أحد خريجي الجامعات، لتجد العجب العجاب، حيث الأخطاء النحوية والاملائية.
قبل عقود من الزمان كان أستاذ الجغرافيا يحاسب الطالب على أي خطأ املائي عند اجابته في أوراق الامتحان، أما الآن فقد تغير كل شيء لتجد ان آخر اهتمامات الطالب وحتى المعلم، هو الالمام باللغة العربية والتمتع بها، ادبا وشعرا ونثرا وقصة وكلاما.
وبالرغم من كل الظروف الاقتصادية والاجتماعية واعباء الحياة اليومية خرج علينا وبشجاعة متناهية نفر من خيرة ابناء الوطن للدفاع عن لغة القرآن الكريم وكانوا بحق فرسانا للضاد.
هؤلاء الفرسان الذين اخذوا على عاتقهم نشر الوعي اللغوي في محيطهم والتنبيه الى الممارسات الخاطئة بحق اللغة العربية مثل التحدث بمفردات اجنبية في حياتنا اليومية بغير مبرر او التحدث مع الاطفال بغير اللغة العربية، أو كتابة أسماء المحال والشركات والمرافق السياحية بغير اللغة العربية.
لقد تحدث المدافعون عن لغة الضاد بصوت عالٍ، وهم يعلنون عن تراجع استخدام اللغة العربية واحترامها في الحياة اليومية للمجتمع ودلالات هذه المشكلة ثقافياً وسياسياً واجتماعياً والتذكير بأن اللغة العربية هي أداة بناء الاعتزاز الوطني والانتماء الحضاري.
وزارة التربية والتعليم مطالبة بالاهتمام باللغة العربية عن طريق زيادة حصص القرآن الكريم وأن يتم التحدث وفي كل الحصص باللغة العربية الفصحى وكذلك جامعاتنا التي تقوم بتخريج أفواج لا يبدون أي اهتمام بسلامة لغتهم وتجنب الأخطاء وهذا يتطلب من كافة وسائل الإعلام وضع خطة للارتقاء بمستوى المذيعين وكافة العاملين في جهاز الإعلام المرئي والمسموع.
لقد كانت اللغة العربية منذ عقود اللغة الرسمية في تدريس الطب والعلوم الأخرى في العديد من الجامعات العربية، قبل أن تتحول للتدريس حالياً باللغة الإنجليزية، وكان الخريجون في ذلك الوقت من خيرة الأطباء ويلمون باللغتين العربية والإنجليزية إلماماً كبيراً ولم يكن هناك أي مشكلة عند تعريب المصطلحات الطبية، والتي تراجعت الآن وفي كافة المجالات.
لقد كان الطالب في أيام زمان وحتى في المرحلة الابتدائية والإعدادية يحفظ العديد من أجزاء القرآن الكريم، حيث تستقيم اللغة العربية عنده بالإضافة إلى المئات من أبيات الشعر من أمهات القصائد العربية في كل العصور، وهذا ما نأمل العودة إليه في مدارسنا وحتى في جامعاتنا.
لقد أحسنت جامعة العلوم الإسلامية العالمية بأن بادرت إلى عقد المؤتمر الدولي الأول بعنوان "اللغة العربية.. هوية الأمة" خلال الأسبوع الحالي واستضافت العشرات من علماء وأساتذة اللغة العربية في العديد من الدول العربية والإسلامية وحتى الأجنبية بهدف بيان أهمية اللغة العربية في بناء هوية الأمة وفكرها ووحدتها ونهضتها، والتركيز على ما تتميز به هذه اللغة من طاقات وإبداعات جعلتها تنال منزلة سامقة بين اللغات العالمية، ودراسة التحديات التي تواجهها ووضع الحلول والوسائل التي من شأنها النهوض بها إذ إن مسؤولية حماية اللغة العربية لغة القرآن ووعاء الشريعة الإسلامية تتحملها الجامعات العربية حيث أخذت الجامعة على عاتقها التقدم باللغة العربية إلى موقع الصدارة في الأمة والوطن.