أغرب العادات التقاليد اليمنية خبرة حياة وثقافة

صحيفة 26سبتمبر
الكثير من
العادات في الافراح مازالت قائمة ولم
تؤثر فيها المدنية الحديثة

> بعض العادات غر يبة ولا توجد في مجتمعات اخرى
القهوة محور الجلسات الشعبية ولها طقوس خاصة لدى بعض القبائل اليمنية
منتديات يل



تتوارث عبر الاجيال:العادات والتقاليد الشعبية اليمنية.. خبرة حياة وثقافة لها سمة يمانية خاصة


إعداد: طاهر العبسي


اكتسب الإنسان اليمني قديماً من خلال تجاربه وحياته العملية الكثير من المعارف، وألف أشياءً غيرت كثيراً من مجرى حياته، وتمكن من تطوير نفسه كلما تقدم به الزمن.
ويقول الأستاذ حسين سالم باصديق في كتابه "التراث الشعبي اليمني" من إعداد وتوثيق مركز الدراسات والبحوث اليمني في الفصل الحادي والعشرين ومع تقدم الزمن بالإنسان وتلمسه فوائد تجارية طبق تلك المعارف المتجددة والأشياء المألوفة في محيطه الجديد - الأسرة- وجعل منها قوانين تنظم الأسرة وعلاقاتها بالبيئة ثم بالمجتمع، واكتسب العادات والتقاليد من إنساننا القديم صفة الشعبية بحكم توارثها والتصقت بممارسات الجماهير، والعادات والتقاليد هي نتاج جماعي وليست عملاً فردياً موضحاً في سياق حديثه عن هذا الجانب.
إن كثيراً من عاداتنا وتقاليدنا الشعبية اليمنية المتوارثة إيجابية ومقبولة ولهذا ظلت باقية، وعاشت مع الإنسان اليمني في أدوار حياته المختلفة سواءً في الداخل أو المهجر.. ففي الداخل حافظ عليها وجعلها في حياته اليومية نظاماً يساعده على تسيير حياته سواء في الريف أو في المدينة إلى جانب احترامه واتباعه قوانين بلاده ونظمها العامة، وقوانين الدولة لا تتدخل في عادات الناس وتقاليدهم، ولكنها تحترمها وتعطيها قدرها من الحماية والصيانة إذا لزم الأمر.

المهاجر اليمني
والمهاجر اليمني في البلاد الغربية التي يعمل فيها لم ينس أن يتآلف مع أخوته اليمنيين في المهجر مكونا بذلك منهم أسرة واحدة أو كما يسمونها بعرف الخارج (جالية)، ويتبعون بعض عادات وتقاليد بلادهم هناك، لكي يستعينوا بها في تسيير نظم حياتهم اليومية كجماعات وليسوا كأفراد.

عادات الأفراح
وفي هذا السياق نستعرض بعض من العادات والتقاليد الشعبية اليمنية.. فعادات الأفراح فهي كثيرة، ومنها عادات الزواج، وهي تختلف من منطقة إلى أخرى داخل الوطن اليمني في بعض التسميات ولكنها موحدة الطرق في الغالب الأعم، فهي تبدأ بالمشاورة ثم الخطبة ثم العقد فالزفاف، ومن عادات الزفاف الغسل والحناء والدخلة والصبحية ثم أخيراً السابع، وكل هذه طرق تنظم عملية الزواج من المراحل الأولى حتى النهاية.
ويقول المؤلف أنه شاهد حفل عرس في إحدى القرى الريفية.. حيث تخرج مجموعتان إحداهما تمثل أهل العريس والأخرى أهل العروسة، تلتقي المجموعتان وتتبارزان إطلاق النار، فيبرز العريس مع واحد من أهل العروسة فيرميان الرصاص على مرمى يبعد نحو 600 قدم، وفي الغالب ينتصر العريس الذي يقترب بعدئذً من هودج عروسته وهو على جمل يمسك بخطام الجمل ويسير به نحو داره، والمجموعتان خلفهم، والويل كل الويل إذا برك الجمل فتقع المصيبة على أهل العروسة لأن ذلك إعلان عن فقدان بكارة العروسة، ولذلك يرافق الجمل اثنان من أهل العروسة ليشدانه على الدوام حتى لا يبرك قبل وصوله دار العريس.

كرم الضيافة

وإذا ما كان اليمانيون قد اشتهروا منذ القدم بكرم الضيافة فإن عادة الضيافة لها قواعدها وأصولها، وعلى سبيل المثال أشار المؤلف إلى أن المضيف في أغلب القرى يقوم بنفسه بتوزيع لحم ذبيحته على ضيوفه الجالسين في حلقة واحدة مستعدين للأكل، ومن هذه التقاليد أن يقدم قلب أو كبد الذبيحة للضيف المقصود أو الضيف الكبير إضافة إلى نصيبه من اللحم الجيد، ولا يتورع أحد من الجالسين أن يعترض على ما يقدم له فتلك تقاليد متفق عليها، وإذا قدمت القهوة بعد الغداء أو في المناسبات الخاصة التي توزع فيها القهوة فمن التقاليد أن يسكب الساقي القهوة من دلته كلما فرغ الفنجان حتى لو شرب الضيف عشر مرات إلاّ إذا قنع الضيف من الفنجان الأول أو الثاني فعليه أما أن يقلب الكوب إذا كان خالياً من القهوة أو يضع كفه عليه عندما يبدأ الساقي في السكب، وهذا يعني أنه لا يحب المزيد. إن بعض العادات والتقاليد الشعبية ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بالمعتقدات الشعبية التي مارسها الإنسان اليمني منذ القديم، فمن خلال عادات الزواج يقول المؤلف:
نرى أنهم يستعملون بعض النباتات والأعشاب اعتقاداً منهم بفائدتها، فالحناء على سبيل المثال يستعملونه في ليلة الحناء وهم يغسلون به العريس، كما يستعملونه للعورسة أيضا، وفي المعقتدات الشعبية أن الحناء يرطب البشرة ويلطف الجسم وبذلك يلطف حياة الزوجين السعيدين، وهو يؤدي نفس المغزى في معتقدات الشعوب الأخرى من أن الحناء رمز للحب السعيد ودفع الشر عن العروسين، وكذلك اللبان وخاصة منه المعروف باللبان الذكر، فقد جرت العادة أن يشربه الصغار والكبار أيضا كل صباح على الريق لفترت معينة اعتقاداً أن ذلك يفيد هؤلاء في تقوية ذاكرتهم وينعشهم ويساعد الأطفال وخاصة طلبة المدارس على حفظ دروسهم حفظاً غيباً (كشرب الماء) كما يقولون.

عادات أخرى

ولقد مارس الإنسان اليمني كثيراً منذ وقت مضى عملية ذباحه شاة عند دخوله بيتاً جديداً اعتقاداً منه أن ذلك يحمي الساكنين في الدار من الخافيين (وهم الجن) ويكفيهم شرهم وبلواهم فيدخلون الدار باطمئنان وسكينة، وإن لم يكن فعل ذلك فإنه حسب المعتقد قد يصاب بالهوس، وخير له أن يفعل ما اعتاده السابقون- كما يقولون-.
كما أن الناس اعتادوا القول عند ختان الأطفال بأن ذلك مفيداً لهم من الناحية الصحية، فبعضهم يقوم بختان طفله في الأشهر الأولى من ولادته، وبعضهم عند بلوغ الشباب من الرجولة وبعضهم بعد الزواج.. ومن عادات الناس وتقاليدهم التي تتبع معتقداتهم الشعبية هي أنه إذا حضر رجل جنازة ميت فبعد عودته إلى البيت يحجبون عنه أي طفل رضيع حتى يغتسل من أعلى رأسه، والاعتقاد في ذلك أنه حتى لا يصيب الطفل بضرر ربما يموت من جرائه.
ومن أغرب العادات والتقاليد الشعبية المتبعة في بعض المناطق اليمنية هي أن المسافر إذا خرج من بيته قصد السفر فإنه يُجبر على أن يلتفت إلى الوراء ليشاهد داره وأهله حالما تتحرك به السيارة اعتقاداً منهم أن ذلك يربطه بالعودة سالماً إلى داره وأهله، ويتشاءمون كثيراً إذا هو لم يلتفت، وفي تخزينة القات يعتاد الناس في جلسات تخزين مريحه، ومن تقاليدهم يبدأون في رمي بعض أعشاب القات لمن يرونهم يكثرون التلفت عليهم اعتقاداً أنهم يبعدون عنهم (العين الخبيث).
وعلى العموم فإن العادات والتقاليد الشعبية الإيجابية هي التي ترسخت، أما تلك السلبية فقد اندثرت تحت ركام التحولات الجديدة في مجتمعنا اليمني الجديد.




Hyvf hguh]hj , hgjrhgd] hgdlkdm >> ofvm pdhm ,erhtm gih slm dlhkdm ohwm gih hgjrhgd] hgdlkdm hguh]hj dlhkdm ohwm ofvm pdhm wlj