لماذا القواعد ، وكيف نعلمها؟
للقواعد أهمية في دراسة اللغة كأهمية المخطط الهندسي الهندسي لبناء عمارة .. كما أن للمفردات أهمية كالأحجار تماما . وهل تكفي الأحجار لأن تكون بناية صالحة للسكن بمجرد وجودها ، أو المخطط بمجرد تصميمه .
وإجادة اللغة كذلك لابد أن يكون هناك تناسب بين القاعدة والمفردات التي تجسد القاعدة تراكيب لغوية تحقق التواصل بكل اشكاله ؛ استماعا أو تحدثا أو قراءة أو كتابة .
والسؤال هنا كيف يكون ذلك ؟
ولعل المتأمل في مناهج العربية يلمح الفجوات السحيقة في تعليمها ؛ فالتكامل بين مكونات الدرس اللغوي ، كالقواعد والمفردات والقراءة والكتابة والتحدث ، يكاد يكون منعدما إن لم يكن كذلك . ولعل هذه السطور لا تقدم حلا جذريا بقدر ما تهدف إلى إثارة قضية تقتضي تفاعل المهتمين والمتخصصين والمعنيين في تقديم الحلول الناجعة .
ولمنتديات يل طموح في الإسهام الفاعل بصدد ذلك . ولأن الكاتب هنا شخصيا عايش المشكلة طالبا ويعايشها اليوم مدرسا ، باتت تؤرقه ويحز في نفسه أن تظل اللغة تعاني ويعاني متعلمها دون أن نحرك ساكنا !
لابد أن ندرس القاعدة كوسيلة لها دورها في إجادة اللغة وممارستها ، لا أن نتعلمها أو نعلمها باعتبارها معرفة قائمة بذاتها كحالنا اليوم في مدارسنا وجامعاتنا . فالطالب قد يتقن ألفية ابن ملك وشرحها والحواشي والتعليقات عليها السابقة واللاحقة إلا انه يعجز أن يتحدث بضع جمل متتالية بسلامة وطلاقة أو يكتبها خالية من الأخطاء صرفيا أو نحويا أو إملائيا .
وهناك ردة فعل إزاء هذه المشكلة فطنت لها إلا أن الصواب جانبها في التعامل معها فصدرت تلك الرؤى التي تدعو إلى صرف النظر عن القاعدة و إمكانية تعلم اللغة بدونها . لا شك أنها ردة فعل حمقاء إذا جاز لي هذا التعبير لا يمكن أن تقدم اللغة بالصورة المنشودة التي نطمح في الوصول إليها كمتعلمين ومعلمين .
أخي القارئ أختي القارئة .. أرجو أن نتجاوز طبيعتنا في قراءة المقالات ولنبدأ من هذا المقال . لابد أن تترك القراءة بصماتها على القارئ والموضوع . وبصماتكم هي تعليقاتكم ومشاركاتكم.. قد تكون فكرة في رأسك تستهين بها في حين تكون نواة حل جذري .
أملي في تفاعلكم يضاههي أملي في حبكم للغتكم . ومعا سنكون لا ريب .
