فعلا .. لا أحب لغتي العربية!

بقلم : مبخوت العزي
بكل تأكيدٍ تُفاجئك هذه الحقيقة ؟ ولكن لا أستطيع أن أراعي مشاعرك عزيزي و أكذب على نفسي .. وأعتقد أنك لا تقبل مني ذلك ؛ أقصد لا تقبل أن أكذب عليك ، أليس كذلك؟
حاولت أن أحب لغتي العربية ، كنت جاداً فعلا في محاولة حبي ، لكن فشلت ، ماذا أفعل أكثر مما فعلت ؟! هل تعرف وحشة ذلك الكابوس الذي أعيشه ليل نهار ؟ يمكنك أن تسميه وجع رأس ، حجر عثرة في طريقي .
أنا آسف ! أعرف أن دمك الآن يفور ، لكن صراحتي وشفافيتي في الطرح ورغبتي في البوح ، كل ذلك يمنحني الجرأة ، بل الحق في الإفصاح عن وجهة نظري إزاء لغتي العربية . أريد بديلا ، بالتأكيد هناك بدائل أخرى ، أو يمكن أن تكون . أتمنى أن أصحو يوما ولم أجد لغتي العربية ، أو أرى ، أو أسمع ، أتمنى ذلك أتمناه .
قد تكون هذه الكلمات من أغرب ما سمعتَ أو قرأتَ ، قد تكون هذه اللحظات ، وأنت تقرأ هذه الكلمات قاسية عليك قسوة الجليد على غير أهله . لكن من حقي على الأقل أن تسألني : لماذا ؟
ولكي اختصر أمامك هذه الطريق . أعطني من وقتك دقيقة أخرى وقل لي بربك ألا تستحق هذه اللغة العظيمة الكريمة الخالدة خلود القرآن الكريم ، ألا تستحق أن تُقدَّم لنا بصورة تلبي حاجتنا وتربطنا بها كما ينبغي الارتباط؟! بربك هل كتاب " لغتي العربية " قادرا على تلبية تلك الطموحات لدى جيل ناشئ في ظل ثورة علمية قدمت من خلالها أحدث الوسائل وأنجع طرائق التعليم ؟ !
يا عزيزي ! ربما فهمت أني لا أحب اللغة العربية ذاتها ، بالعكس ، فحبي الشديد وعشقي لهذه اللغة ولعلومها وآدابها هو ما أثار حفيظتي ضد كتاب " لغتي العربية " ، فجعلني أصرخ في وجه القائمين على التعليم في بلدنا وكل بلاد الضاد ، مطالبا على الأقل بالتعامل مع العربية في تعليمها لأبنائها أو لمن يرغب في تعلمها ، كما تتعامل الأمم الأخرى مع لغاتها ، ويكفي أن نضع بين يديك عزيزي القارئ الكريم مناهجنا في تعليم العربية ومناهج اللغة الإنجليزية مثلا هل هناك وجه للمقارنة ؟ قد أكون مبالغا أو صادرا في كتابة هذا المقال المقتضب عن ردة فعل غير مبررة ، فكن أنت محايدا ومتجردا وموضوعيا كما لو أنك لست ابن هذه اللغة أو من المهتمين بأمرها ، وقل حكمك في تساؤلاتي .
لقد أفصحت لك عن وجهة نظري حول نموذج من نماذجنا في تعليم لغتنا ، ما قصدته لذاته ، بل كان عينة عشوائية وقفت عليه وأشباهه كثر . ورأيي في كل ذلك لا يختلف كثيرا . وإن كانت هناك ما يمكن أن نسميها بدايات على المسار الصحيح إلا أنها وميض خافت في عتمة حالكة لا نعرف متى تنجلي كُرُباتها .
فعلا أكره " لغتي العربية " وأشباهه ، لأني أحب لغتي العربية ..

المصدر: منتديات يل - من قسم: منتدى الفصحى


tugh >> gh Hpf gyjd hguvfdm gyjd hguvfdm