بقلم: مبخوت العزي الوصابي:


لماذا نجيد اغتيال البراءة في قلوبنا؟ ونجهل كيف نزرعها أو نربيها؟ لماذا نحاول تفسير الطيبة باللؤم وحسن النية بالمكر الذي لا نستطيع أن نفهمه؟!

تتعثر خطانا فلا نظن أننا كنا السبب، فنتدارك زلاتنا، بل نرمي بثقل فشلنا على الآخرين تحت ذريعة التآمر والتحايل والكراهية ، قد تطرق قلوبنا الرحمة، فنفسرها بالضعف والذلة ، ونأبى إلا القسوة ! وقد تتشكل على شفاهنا البسمة فنسمها بالصفراء حتى تكون كذلك.

حين نحاصر الضوء بعتمة اليأس والدفء بصقيع الاحتراس، والشفافية بتعكير صفو الأخذ والعطاء، تثقل الحياة على كاهل الزمن فيتخلص من ثمارها اليانعة ويكتفي بحمل الهشيم، لخفة وزنه وهوانه عليه!

يا الله ما أهون حياتنا حين أبدلت أعاليها المثمرة بما هوى من قشِّها على أرض موحلة ! فهوت قيمنا على إثرها، فتدافعت الطين على الطين والأرواح هناك بعيدا عن قوالبها المتحجرة المهترئة حد الفناء ! تندب بؤسها وهي تأبى أن تسكن قبورا متحركة، لا تتقن إلا تجسيد الوحشة والرعب والقتامة ..

لماذا حين تبسم في وجه أخيك قال لا شك انك تبغي من ورائها نفعاً؟! وإذا نظرت في براءة طفل قيل ستصيبه بالعين فيطالبونك بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وهو طلب يُحمد لو قصد لذاته وإنما خوفا من شر عينك! وإذا ألنْتَ قولك لأخت لك غير شقيقة كأن تكون زميلة لك وحاولت ان تملأها ثقة بنفسها ، وتحصينها من هواجس الخوف على أفول جمالها وغياب نجمها، بدأت بالمكر بك وإسقاطك في أودية سحيقة من الضياع وتضيع معك في سبيل أن يتحقق لها هدف عدواني وناقم من خصم لها هو الرجل تُكَّن له عداوة وهمية لا أقل ولا أكثر!

لماذا نقذف بالحب في مستنقعات الرذيلة، والروح في جوف الغياب، والكلمة في قفار الجفاف وأودية الفضاضة السحيقة، والأمل في أعماق التشاؤم واليأس؟!
والله ..أين نحن من الله؟!
الأحد 4 – 2 – 2013م



jshcghj