-
- تاريخ التسجيل
- May 2012
- الدولة
- يقيم حاليا في صنعاء
- المشاركات
- 332
- معدل تقييم المستوى
- 48
القصيدة التي قرأتها قبل أن يكتبها
مبخوت العزي الوصابي
لا غرابة إذا قلت إن الشاعر قد يكون في غنىً عن الكلمات للتعبير عن تجربته الشعرية بمعنى أن الشعر بامكانه أن يتجلى لقارئه بعيداً عن اللغة والسطور بحيث تصبح الكتابة مجلى من الدرجة الثالثة من مجاليه في حين أنه أقرب إلى حقيقته حين نقرأه سلوكاً ينتظم حياة الشاعر حتى يصير بإمكاننا القول إن الشاعر صار شعراً يتحرك على الأرض.
كان حلماً بالنسبة لي أن أرى الشعر كائناً تدُب في جسده الحياة لقد بلغت إلى حالٍ مللت فيها قراءة الشعر كلمات تتشكل نصوصاً، قلبت كثيراً من الصفحات وتماهيت كثيراً مع تلك الكلمات النائمة بين السطور، أبحرت كلما استدعى الأمر أن أبحر، وحلقت عالياً كلما وجدتُ التحليق مُتاحاً لي، ومن زمن ليس بالبعيد وليس بالقريب طوفت عوالم بإمكانك أن تصف بعضها بالواقعية وأخرى بالافتراضية وقليل منها ترغب مراراً في العودة إليها وكثير منها تحاول أن تنسى غصتها فلا تستطيع ولا عزاء لك إلا أن تقف في طريق العابرين إليها مغيراً وجهتهم إلى سواها.
وما ألذ أن ترى حلمك حقيقة! في البداية ولأكثر من عامٍ كنتُ في حيرة مثيرة للدهشة والتساؤل، ماهذا الذي أراه؟! كائن له من الانسان عقله ومن الورد عطره ومن الضوء بهاؤه ومن السماء رفعتها ومن الجبال شموخها ومن البحار عطاؤها إن قلتُ شاعراً فما وجدت هكذا الشعراء أوسمعت أوقرأت عنهم ويمر قطار الزمن وما إن اقترب منه حتى ينتابني ذلك الحال وتعتريني حيرتي كعادتها.
وها أنذا ألمس بأصابع قلبي جوهر الحقيقة كان شعراً مارأيت لقد أحب الشعر أن يرى نفسه على الواقع، طلب من الله جل في علاه، أن يحقق له ذلك، فنظر الله إلى الشعر وجمله وسما به كثيراً وصهره في نوره حتى تخلص من شوائبه حتى صار في هيئةٍ يليق به أن يتجسد كائناً يحب أن يرى نفسه فيه، وحينها قدر الله أن يرى الشعر نفسه فنام نوماً عميقاً في كثير من الصدور التي صورته لنا قرائح أصحاب تلك الصدور في نصوص حفظت ووصل إلينا منها ماوصل ثم أيقظه الله ليرى نفسه كائناً يتحرك بين الناس هو المقالح.
لا أُسمي مارأيته كشفاً صوفياً أزيحت عني الحجب، فليس قلبي أهلاً للفيض الالهي، وكل الذي حصل، أمر بامكان كل انسان أن يصل إليه ولكن من خلال شيئين أولهما واحد وثانيهما مُتعدد كثير، أما الأول فهو الاقتراب من الحقيقة«الشعر» فكل وسائل التعرف عليه دون الافتراب فيها من الشوائب مايحتم علينا الإعراض عنها وتركها جانباً لنسلك فقط طريق الاقتراب والمعاينة عن قرب.
أما الثاني فأنت تحير أن تقف مثلي على «مرايا صغيرة» أو على سواها من تجليات الحقيقة نصوصاً شعرية متعددة وكثيرة باعتبارها مجالي من الدرجة الثالثة من مجاليها.
أما حكايتي مع «مرايا صغيرة» فهي حكاية تمثل فاصلاً زمنياً ومنعطفاً حاداً في رحلتي مع الشعر، إذ تحول الحلم فيها إلى حقيقة، لقد فسرت لي هذه المرايا الصغيرة ماكنت حائراً أمامه لقد كانت هذه المرايا مرآة انعكست عليها صورة الحقيقة«الشعر/المقالح» إذ وجدتني وأنا مع زميلي وصديقي نقرأها، كأني عثرت على ضالتي التي طالما بحثت وفتشت عنها كثيراً هنا وهناك!
يا الله!! كنتُ أحس أن الشعر ليس فقط تمرداً وانزياحاً أوعدولاً، ليس خيالاً أوتكثيفاً أو إيقاعاً أو رمزاً أو أسطورة، ليس الشعر فقط رسماً بالكلمات، لقد وجدت «مرايا صغيرة» تقول لي أن الشعر رؤية «الشعر روح، سمو، قيم، الشعر إنسان في أرقى وأسمى تمثلات الإنسانية وجدتها تقول لي إن الشعر أنا من كنت حائراً أمامه أنا مجلي من مجاليه، تشكل من تشكلاته أنا من «ضاع يقيني في الخلق، وزاد يقيني في الخالق» نعم لقد قرأت فيها ماكنت أراه في سلوك ذلك الكائن كنت أسمع صمت اطراقه كأنه يرتل للأطفال وللأزهار:
«يتملكني ناموس الوحشة،
يأخذني نحو الشعر
بعيداً، وبعيداً
لستُ حزيناً
لكني لا أقرأ
في وجه العالم ماء الفرحة
أوبهجة حلم الانسان».
شكراً لك يا«مرايا صغيرة» من خلالك فهمتُ أني قد رأيت الشعر إني قد قرأتك من قبل قرأتك هناك على صفحات كتاب يتحرك بيننا، لقد ترجم قلبي صمت المتأمل ومن شواهد تلك الترجمة مارأيته منه وهو في اتصال مع الله، أتذكر أنه كان يقول له :
«سبحانك زينت الأرض بماء جمالك شكلت اللوحات ووزعت الألوان، وقلت: إن البحر هنا والغيم هنا وكتبت جبالاً وحقولاً ونشرت الريح وأطلقت سراح الأمطار وفي الأفق رسمت سماءً ونثرت نجوماً، وجعلت الشمس سراجاً سبحانك».
وأتذكر أني قلتُ حينها : سبحانك يا الله، ماهذا الكائن إلا قبساً منك.المصدر: منتديات يل - من قسم: واحة البلاغة و النقدhgrwd]m hgjd rvHjih rfg Hk d;jfih hgrwd]m d;jfih rfg
الكلمة مسؤولية ..
-
المفضلات