أهلا وسهلا بك إلى منتديات يل.
النتائج 1 إلى 2 من 2
جميع المعجبين1معجبين
  • 1 Post By

الموضوع: القاضي محمد بن إسماعيل العمراني

  1. #1
    مشرف عام
    تاريخ التسجيل
    May 2012
    الدولة
    يقيم حاليا في صنعاء
    المشاركات
    332
    معدل تقييم المستوى
    48


    القاضي محمد بن إسماعيل العمراني

    هو القاضي الأجل ، والعلم الشامخ ، الفقيه ، المحدث ، اللغوي ، والمحقق ، شيخ القضاة ، أبو عبد الرحمن محمد بن إسماعيل بن محمد بن محمد بن علي بن حسين بن صالح بن شايع العمراني الصنعاني
    مولده:
    حدد بنفسه تاريخ ولادته فقال : ولدت في الثاني والعشرين من شهر ربيع الأول سنة ألف وثلاثمائة وأربعين للهجرة النبوية قي مدينة صنعاء ، ولما بلغت الرابعة من عمري توفي والدي ، فنشأت يتيماً فقيراً جاهلاً , ألهو وألعب مع الصبيان

    أصل أسرته :

    انتقل جده القاضي علي بن حسين بن صالح العمراني ( توفي سنة 1219هـ ) من مدينة عمران إلى صنعاء سنة 1155هـ وعمره آنذاك عشر سنوات ، فمدة وجود آل العمراني في صنعاء يربو على المائتين واثنتين وسبعين سنة ، إذاً فهم الآن يعدون من أهل صنعاء ، وكانت منازلهم في حارة العَلَمي القريبة من الجامع الكبير بصنعاء القديمة .

    القاضي العمراني سليل بيت علم أثيل :

    لم يكن أسلاف القاضي العمراني رجالاً مغمورين ، بل كانوا من رموز العلم في صنعاء ، فهذا جده القاضي علي بن حسين بن صالح العمراني كان من أشهر رجال القرآن الكريم في صنعاء ، عاش معاصراً لمجموعة من أعظم رجال اليمن على مر التاريخ ، هما الإمامان محمد بن إسماعيل الأمير ومحمد بن علي الشوكاني .
    أما جده القاضي محمد بن علي بن حسين العمراني ( توفي سنة 1264هـ ) فقد كان أحد أبرز تلاميذ شيخ الإسلام الإمام محمد بن علي الشوكاني ، وأحد مفاخر اليمن في ميدان العلوم ، ترجم له شيخه الشوكاني في كتابه البدر الطالع فقال : برع في جميع العلوم الاجتهادية ، وبلغ في المعارف إلى مكان جليل ، وهو قوي الذهن ، سريع الفهم ، جيد الإدراك ، ثاقب النظر ، يقل نظيره في هذا العصر ، مع تواضع وإعراض عن الدنيا ... وفي الجملة فهو قليل النظير في مجموعه وكثرة فنونه وإتقانه .
    أما أحد تلاميذه فقد وصفه بقوله : إنه إمام العلوم ,وحافظ العصر الذي انتهت إليه رئاسة العلم في هذه الديار ( يعني اليمن ) ... وإنه برع في علم الحديث حتى بز الأقران ، بل فـُقـِد نظيره فيمن تقدم بقرون حتى سمعت عمن يروي عن بعض الأعلام أنه لم يأت في هذه الديار بعد عبدالرزاق الصنعاني نظيره في هذا الشأن ، وله مؤلفات شهيرة ليس هذا مجال ذكرها .
    أما جده محمد بن محمد بن علي العمراني ( توفي سنة 1302هـ ) فقد أخذ عن والد معظم كتب الصحاح والسنن ، واللغة والأدب ، والتفسير والتاريخ ، كما تتلمذ على يدي علي بن الإمام محمد بن إسماعيل الأمير وشيخ الإسلام الإمام الشوكاني الذي أجازه إجازة عامة في كل علومه ، وتتلمذ أيضاً على أيدي أشهر علماء الإسلام في صنعاء و زبيد ومكة ، فقال أحد المؤرخين : إنه اجتهد في طلب العلوم ، وقام وقعد في تحقيق حدودها والرسوم ، حتى برع في جميع الفنون ، وكان خاتمة أهل السند العالي لعلم الرواية في عصره باليمن الميمون ، ومعظم علماء صنعاء في القرن الرابع عشر الهجري هم تلاميذه , وقد شغل عدداً من المناصب في فترة الحكم العثماني الثاني لليمن.
    وأخيراً نذكر والد قاضينا حفظه الله ورعاه , ونقصد به القاضي إسماعيل بن محمد بن محمد العمراني ( توفي سنة 1344هـ ) الذي قال عنه المؤرخ الكبير محمد بن محمد زبارة : كان فاضلاً زاهداً قانعاً متواضعاً ورعاً رحمه الله رحمة الأبرار .

    بيئته التي نشأ فيها:

    لم يكن الفقر إلا باعثاً للطموح في قلب القاضي محمد بن إسماعيل العمراني ، إذ جعله حافزاً لبذل الجهد الكفيل بتجاوزه ، ولا يُنكر أن إحساسه منذ الصغر بأنه ابن العلماء الكبار قد جعله يبذل كل طاقته في بلوغ مراتبهم ، إذ صرح بذلك بنفسه عندما قال : طالما تردد إلى سمعي من كبار السن من القضاة والعلماء عبارة توبيخية : أنت ابن القاضي إسماعيل بن القاضي محمد ... لقد كان جدك من كبار علماء صنعاء ، وكذلك جد أبيك ، وكأنهم بهذا يستجيشونني ويحفزونني للعلم واللحاق بركب العلماء .
    القاضي العمراني في مرحلة طلب العلم :

    كانت ساحات مسجد الفليحي في صنعاء القديمة ( وأطلق عليها آنذاك مدرسة الفليحي الابتدائية ) هي أولى مجالس العلم التي جلس فيها القاضي العمراني ، فأخذ فيها القرآن الكريم وتجويده ، كما أخذ مختصرات العلوم الدينية ممثلة في منهج المدرسة من الأخلاق والنحو والخط والإنشاء والحساب والهندسة والجغرافيا والصحة ونال منها أول شهاداته ، ثم انتقل منها إلى مدرسة الإصلاح التي أسسها الإمام يحيى سنة 1351هـ وكان من أوائل خريجيها .
    كان القاضي العمراني حريصاً على طلب العلم أينما وجده ، لا يهمه الاقتصار على مدرسة بعينها أو شيخ بذاته ، فقد كان ابن خالته العلامة عبدالكريم بن إبراهيم الأمير أحد أكبر مشائخه ، وفي حين أنه كان طالباً في مدرسة الفليحي فقد كان يتبع أثر أحد العلماء الذين أحبهم ، هو الأستاذ غالب الحرازي ، فيجلس بين يديه أينما ذهب ، في مدرسة بير العزب ومدرسة بير الشمس ، كما كان يذهب إلى الروضة في ضواحي صنعاء للتتلمذ على الأستاذ الحسن بن إبراهيم ، كل هذا وهو لم يبلغ الرابعة عشرة من عمره .
    وفي المرحلة التالية ( بعد تخرجه من مدرسة الإصلاح ) انتقل القاضي العمراني ليدرس في الجامع الكبير بصنعاء بالإضافة إلى مسجد الفليحي ، وهناك تتلمذ على أكثر من عشرين شيخاً ، هم أكثر أهل صنعاء علماً ، وأبرزهم فهماً ، وأطولهم باعاً ، وقد عد هو بنفسه ما درسه على أيديهم فإذا بها حوالي أربعين كتاباً في جميع فروع العلوم من القرآن وعلومه ، والتفسير وفنونه ، واللغة وآدابها ، والنحو وقواعده ، والفقه وأصوله ، الفرائض ، والحديث ، والتاريخ وغيرها الكثير .
    يقول القاضي عن نشاطه في هذه المرحلة : وبينما كنت أختلف إلى مشائخي لآخذ عليهم كبار الكتب – كتب التخصص – كنت أستعين الله ، وأفتح حلقات علمية لطلاب أقل مني تحصيلاً في الكتب الأولية من المتون والمختصرات التي تشمل كتب الفقه واللغة والحديث ، وبهذا الأسلوب حصلت على فوائد جمة ، وعلوم نافعة قيمة أكثر مما لو كنت مقتصراً على التحصيل فقط .
    وقد حصل القاضي محمد العمراني على حوالي ثلاثين إجازة عامة وخاصة من أكبر العلماء وأشهرهم ، من علماء اليمن في صنعاء زبيد والمراوعة ، والحديدة ، وكذلك بعض علماء العراق ، وقال أحدهم في إجازته له : ( إن القاضي محمد بن إسماعيل العمراني إذا ما أعطي درجة علمية فهو فوق الدرجات والشهادات العلمية العالية ، وهذا أقل ما يقال في حقه ) ، ولا يمنح العلماء إجازاتهم إلا لمن ارتقى عندهم إلى منزلة عالية رفيعة القدر ، وتمتع بإجلالهم واحترامهم وتقديرهم ، وهذا ما هو ما حققه القاضي العمراني ، إذ يتضح ذلك من خلال أوصافهم له في ثنايا إجازاتهم ، فمما وصفوه به أنه : ( العلامة ، الفهامة ، الألمعي ، النبيه ، المدقق ، الحافظ ، الورع ، التقي ، الزاهد ، المحقق ، علم الأعلام ، مفخرة اليمن ، نسابة الزمن ، عز الإسلام ) .
    وللقاضي العمراني أسانيد عالية سامية ، فعلى سبيل المثال بينه وبين البخاري – صاحب الصحيح – ثلاثة عشر رجل ، وهو يروي عن بعض مشائخه عن شيخ الإسلام القاضي محمد بن علي الشوكاني جميع ما حواه كتابه ( إتحاف الأكابر بإسناد الدفاتر ) ، كما أنه يروي عن شيخه العلامة عبدالواسع الواسعي جميع ما تضمنه كتابه ( الدر الفريد من المقروءات والمسموعات والمجازات عن علماء اليمن ، وحضرموت ، ومصر ، والهند ، والشام ، وغيرها من الأقطار ) .
    والقاضي محمد العمراني من المغرمين بعلوم الأهل السنة عموماً والحديث على وجه الخصوص ، درساً وتدريساً , لذلك واجه كثيراً من المحن والمصائب في عهود التعصب المذهبي في مرحلة ما قبل الثورة السبتمبرية المباركة ، ولولا أن قيض الله له من يدفع عنه الأذى لحصل له ما لا يحمد عقباه ، فوقاه الله سيئات ما مكروا ، وحاق بهم سيئات ما كانوا يعملون .

    إسهاماته العلمية والدعوية :

    لم يدخر القاضي محمد بن إسماعيل العمراني وسعه في بذل العلم لمن يحرص على تحصيله ، وسلك في ذلك كل الوسائل الممكنة ، التقليدية منها والحديثة ، وتعد الحلقات العلمية المسجدية هي أفضل قنوات بذل العلم عنده ، وكانت أولى حلقات العلم التي عقدها في مسجد الفليحي سنة 1359هـ ، أي عندما كان عمره تسعة عشر عاماً ، واستمر عطاءه فيه حتى سنة 1402هـ ، وهي مدة تبلغ بضعة وعشرين سنة ، إذ انتقل بعدها إلى جامع الزبيري في مدينة صنعاء قريباً من بيته الجديد .
    أما التدريس الرسمي فقد خاضه القاضي العمراني منذ شبابه الأول ، إذ انتدبه الإمام يحيى للتدريس في المدرسة العلمية ، التي أنشئت لتكون أكبر صرح علمي في اليمن آنذاك ، وكان القاضي أصغر عضو هيئة تدريس بها ، ثم أنتخبته جامعة صنعاء مدرساً فيها عند إنشائها سنة 1390هـ ، فدرس بها سنتين ثم تركها لما رأى أن عمله فيها يشغله عن الانتظام في حلقته العلمية المسجدية ، ولما تأسس معهد القضاء العالي في عام 1402هـ كان هو أول مدرس يتم تعيينه فيه ، وهو الآن مدرس الفقه في جامعة الإيمان بصنعاء منذ تأسيسها .
    كانت الصحافة إحدى منابر العمراني منذ مرحلة ما قبل الثورة المباركة ، وله عدد من البحوث والكتب التي ما زال أغلبها مخطوطاً ، وهو على العموم قليل التأليف ؛ لانشغاله بالتدريس ، شأنه في ذلك شأن كثير من عظماء اليمن ، الذين لم يأخذوا مكانتهم خارج بلدهم بسبب قلة نتاجهم المكتوب .
    فتاوى القاضي العمراني تبث من إذاعة صنعاء منذ أكثر من خمسين عاماً ، وفتاواه في المسائل تأتي على المذاهب الأربعة المشهورة ، بل على المذاهب الخمسة على اعتبار أن الزيدية الهادوية مذهب لا فرقة ، وهو ما جعل فتاواه محل رضا وقبول الجميع ، والقاضي العمراني غالباً ما تندبه وزارة الأوقاف للسفر مع بعثة الحج اليمنية ليكون مفتي الحجيج ومرشدهم الأول في مناسكهم لأن طول الباع في الاطلاع على فقه جميع المذاهب صفة لا يتصف بها غيره على الساحة اليمنية .
    وقد شغل القاضي العمراني عدداً من المناصب الرسمية مثل رئاسته لمكتب رفع المظالم إلى رئيس الجمهورية ، وتم تعيينه في لجنة تقنين الشريعة الإسلامية بمجلس الشورى في مرحلة ما قبل والوحدة اليمنية سنة 1990م ، ومواقفه مع ولاة الأمر تدل على خشيته لله ، وأنه لا تأخذه في نصحهم لومة لائم ، وله في المواقف الاجتماعية رصيد كبير ، يعرفه من جاوره وعاشره ، من التعاون النجدة والسعي في حل مشكلات كثير من الناس ، والتوسط لدى المسؤولين في رفع الظلم على المظلومين وما في حكم ذلك من أعمال أخرى ، وهو دائم التحذير من التفرقة والتمذهب ، وينادي بأعلى صوته : ( ألا إن من أوجب الواجبات في هذا العصر وحدة الصف والجماعة ، وإن التفرقة من أقبح البدع وأشنعها ) .
    وقد حاز القاضي محمد بن إسماعيل العمراني رضا غالبية الناس ، فتجد في حلقة أطيافاً مختلفة من الناس ، من شتى المذاهب والفرق والبلدان والطوائف ، وكلهم معجب به ، وبعلمه ، وتواضعه ، وإنصافه ، واعتداله ، ونشاطه ، حبه للعم والمتعلمين .
    للقاضي العمراني أربعة من الأبناء الذكور ، هم : الدكتور عبدالرحمن العمراني أستاذ الأدب اليمني الحديث بكلية الآداب – جامعة صنعاء ، والدكتور عبدالغني العمراني الأستاذ بجامعة العلوم والتكنولوجيا ، عبدالوهاب وعبدالرزاق الذين يعملان في السلك الدبلوماسي بوزارة الخارجية اليمنية .
    حفظ الله شيخنا ومعلمنا القاضي العمراني ، ووقاه كل سوء ومكروه ، وأمده بالصحة والعافية ، ومتعه بطاعته ، ونفع الله به وبعلمه ، وأطال من عمره ، وجعل الله عمره عامراً بالخير ، حافلاً بالعطاء ، وجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء ، آمين .
    المعلومات معظمها مستقاة من كتاب ( القاضي العلامة محمد بن إسماعيل العمراني ، حياته العلمية والدعوية ) للأستاذ عبد الرحمن عبدالله الأغبري .

    منقول بتصرف عن شبكة إب الخضراء
    المصدر: منتديات يل - من قسم: نافذة أعلام


    hgrhqd lpl] fk Yslhudg hgulvhkd Hpgn hgulvhkd hgrhqd Yslhudg

    التعديل الأخير تم بواسطة مبخوت الوصابي ; 06-25-2012 الساعة 02:46 PM
    عبد الصمد يوسف معجب بهذا.
    الكلمة مسؤولية ..

  2. #2
    المدير العام
    تاريخ التسجيل
    May 2012
    الدولة
    اليمن
    المشاركات
    684
    معدل تقييم المستوى
    83
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نسأل الله أن يحفظ القاضي محمد بن اسماعيل وأن يجزيه عنا خيرا و أن ينفع به الأمة آمين
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

 

 

المواضيع المتشابهه

  1. أحمد مطر في اتصال هاتفي بالأمل
    بواسطة مبخوت الوصابي في المنتدى واحة الشعر
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 06-27-2012, 12:08 AM
  2. محمد محمود الزبيري
    بواسطة مبخوت الوصابي في المنتدى نافذة أعلام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 06-21-2012, 08:09 PM
  3. محمد مرشد ناجي - ليه يا بوي
    بواسطة عبد الصمد يوسف في المنتدى نافذة الأغاني و الرقصات الشعبية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-16-2012, 02:42 PM
  4. القاضي كالاتيود
    بواسطة عبد الصمد يوسف في المنتدى منتدى الترفيه و التسلية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-31-2012, 01:44 AM
  5. لا يفوتك :: أحلى من العسل ::
    بواسطة عبد الصمد يوسف في المنتدى نافذة : تنمية وبناء
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-31-2012, 01:24 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
توسيع/تقليص
[click to hide]

Content goes here.