صحيفة 26سبتمبر إعداد: احمد البحري

الحزام العسيب صناعته




صناعة العسيب في اليمن:تبدأ عند النجار وتمر بمراحل عدة:العسيب يعد أهم الاجزاء الرئيسية في اكتمال المظهر العام للجنبية

يعتبر العسيب المصنوع من العشار أرقى أنواع العسوب لتميزه بالمتانة والخفه
يستخدم الحرفي خلال صناعته للعسيب المقص لقص الجلد والبيز في عملية الحباس
الجلد المدبوغ والمرشوش بمادة خضراء خاصة تساعد على إعطاء الجلد اللون الأخضر
العسيب: هو الأداة التي تحفظ الجنبية وهو عبارة عن غمد مصنوع من الخشب ومبطن بالجلد وأحيانا بالقماش ويتم صناعة العسيب أو (الجفل، الجهاز، كما يسميه البعض في المناطق الريفية وبعض المحافظات) في ورش النجارة بعد ذلك يتم تجهيزه حتى يأخذ شكله المعروف من قبل أشخاص متخصصين في سوق العسوب.

سوق العسوب
وهو أحد الأسواق المعروفة في صنعاء والمتخصص ببيع وصناعة العسيب ويوجد فيه ما يقارب الـ05 دكان كلهم ممتهنين لهذه الحرفة التي توارثها آبائهم عن الاجداد وحرصوا على توريثها لأبنائهم حيث تعمل في هذه الحرفة اكثر من ثلاثين اسرة من ابناء صنعاء القديمة.. وترتبط هذه المهنة بصناعة الجنابي كون العسيب يعد أهم الأجزاء الرئيسية في اكتمال المظهر العام للجنبية فأي شخص يشتري جنبية جديدة فلابد كما يقول الأخ عبدالرحمن الجعدبي صانع عسوب ان يمر بهذا السوق لشراء عسيب جديد.
أشكال وانواع العسيب
يراعي الحرفي خلال صناعة العسيب جملة من المواصفات التي تتلاءم واذواق المقبلين على شراء العسيب خاصة في الشكل والنوع، فمن حيث الشكل فان العسيب له شكلين الأول يعرف بالبكيلي وهو العسيب الذي يكون الجزء الأسفل منه مقوس تقويس خفيف او يتخذ شكل الزاوية القائمة اما الشكل الثاني فيعرف بالعسيب الحاشدي ويكون جزءه الاسفل اكثر تقوساً عن الشكل السابق، اما من حيث النوع فله عدة انواع وذلك بحسب الخشب المصنوع منها او الطلب فهناك مايتم صناعته من خشب العشار واخرى من الطنب ونوع ثالث من التالوق، ويعد العسيب المصنوع من العشار من ارقى انواع العسوب كونه يتميز بالمتانة والخفة في نفس الوقت اضافة الى ذلك يعمل على حفظ الجنبية من الصدى لذلك قد يصل سعره في اغلب الأحيان الى مايزيد عن الخمسة آلاف ريال, هذا من ناحية الخشب، أما من ناحية التسمية فان هناك العسيب الأخضر وهو نوعين: المظفور والعادي وهناك العادي الجلد والذي يتخذ ثلاثة انواع هي الابيض والذي يعرف (بالمأربي) وسمي كذلك لان ابناء محافظة مأرب والجوف هم من يقبلون على هذا النوع بكثرة كما ان هناك العسيب المسلسل وهو من الجلد كالسابق الا انه يصبغ بصبغة ذات اللون الأحمر ويسمى العسيب الأحمر المسلسل.

مراحل الصناعة
يمر العسيب خلال الصناعة بعدة مراحل يبدؤها النجار وينهيها صانع العسيب.
ويشير الأخ فؤاد الغيثي نجار الى ان أول مايقوم به النجار خلال صناعته للعسيب هي عملية رسم تخطيطي للعسيب على لوح خشب بعد ذلك يتم تفريده بواسطة منشار مخصص بغرض إخراج الزوائد من الجوانب حتى تأخذ قطعة الخشب شكل العسيب ومن ثم يتم شقها الى نصفين والعمل على حفرها من الداخل بشكل يسمح بدخول الجنبية، لتأتي بعد ذلك المرحلة الأخيرة وهي الصنفرة فيتم برادة القطعتين الخشبيتين وتصفيتها من الزوائد والشوائب الخارجية حتى يتخذ الشكل المطلوب وبأحجام مختلفة.
قلب العسيب
وبعد ان يصير العسيب الخشبي جاهزاً تأتي المرحلة الثانية والتي يختص بها الحرفيين في سوق العسوب وتسمى هذه المرحلة بمرحلة قلب العسيب والتي يقول عنها حامد قبان، بأنها العملية التي يتم فيها تغليف وتبطين الخشب بالجلد والقماش حيث يتم وضع قطعتين من الجلد في الجزء الخلفي للعسيب الأولى من أعلى الى اسفل والاخرى في الجزء المنحني المعروف بالسبلة.
معتبراً ان هذه المرحلة تعد من اصعب المراحل خلال تجهيز العسيب كونها تحتاج الى دقة خاصة عند تقطيع الجلد الذي يجب ان يكون بالمقاس المطلوب كما يجب ان يتم تثبيته على الخشب بشكل جيد وذلك بواسطة الغراء الذي يتم صنعه منزلياً من قبل الحرفيين انفسهم من الدقيق والماء وبعض المواد التي تساعد على تماسكه، ويعلل الجعدبي ضرورة تحري الدقة في هذه المرحلة نظراً لأنها تساعد على تماسك وثبات المحابس التي يتم خياطتها على العسيب في المرحلة الأخيرة وذلك بعد ان يجف الغراء بشكل نهائي وتصبح البطانة ثابتة على الجلد.
الحباس (بكسر الحاء وسكون الباء) وهي المرحلة الأخيرة في صناعة العسيب والتي يصفها حامد قبان بأنها عملية تغطية الواجهة الأمامية للعسيب بالجلد المصبوغ المعروف بالترشه وهي الجلد المدبوغ والمرشوش بمادة خاصة خضراء تساعد على اعطاء الجلد اللون الأخضر.. حيث يتم تقطيعها بشكل طولي بأحجام متساوية لتأخذ شكل الخيوط الرفيعة من ثم يتم اعدادها من نساء متخصصات في هذه المهنة والتي يساعدهن هذا العمل على توفير نوع من الدخل لهن ولأسرهن واللاتي يقمن بصناعة المحابس على شكل الظفاير.
ويضيف حامد بأن عملية الحباس تمر بثلاث مراحل المرحلة الأولى يتم فيها تحبيس الجزء الأعلى للعسيب الصدر ويكون المحبس الذي يتم وضعه على العسيب بحسب النوع فالعسيب الأخضر تكون نوع المحابس فيه ذات اللون الأخضر اما العسيب الأبيض والأحمر فتكون محابسها ذات اللون الأحمر، وبعد ان يتم تحبيس الجزء الأعلى يتم ترك فراغ في واجهة العسيب والتي تسمح بوضع الحزام وتساعد على تثبيته عندما يتم ربطه بالعسيب، يلي ذلك الجزء الأوسط وهي السفال اي الجزء الأسفل للعسيب ثم تأتي المرحلة الأخيرة من الحباس للسله وهي الجزء المايل في العسيب والسبلة هي كما تعرف عند ابناء اليمن بنهاية الشيء.
وبالرغم من ان هذه المهنة التي توارثها الحرفيين في السوق عن أبائهم واجدادهم لسنوات عديدة اتسمت بالازدهار في حركة البيع والشراء والإنتاج الا انها تمر هذه الأيام خاصة منذ عدة سنوات بنوع من الركود.. ويرجع حامد السبب في ذلك الى زحف هذه المهنة وخروجها من نطاق السوق الى اسواق جديدة لم تكن موجودة في الماضي، ويضيف فقد اصبح هناك الكثير من الأسواق المترامية الاطراف في عديد من أسواق صنعاء الخارجية والتي لم تكن موجودة من قبل خاصة على المداخل الرئيسية لصنعاء القديمة والتي تكون أول ما يقابله الزبون الراغب في شراء عسيب جديد.. الأمر الذي وفر لهم عناء الدخول الى السوق وسط صنعاء القديمة وانعكس ذلك على حركة البيع والشراء في السوق.
ونوه حامد قبان الى ان من اهم الاسباب التي تجعل الزبائن يقبلون بشدة على تلك الأسواق هو رخص الثمن للعسيب والذي يقول عنها بأنها تصنع من البلاستيك الأمر الذي يجعلهم يبعونها باثمان رخيصة يفضلها الزبائن عن تلك التي تباع في سوق العسوب.
وخلص حامد الى وصف اولئك الذين يقومون بصناعة هذه الأنواع من العسوب بالغشاشين العابثين بأحد أهم المورثات الشعبية للشعب اليمني.
ويستخدم الحرفي خلال صناعته للعسيب المقص في قص الجلد والبيز في عملية الحباس وكذا تركيب العسيب مع الحزام بالاضافة الى السكين.



__________________
المصدر: منتديات يل - من قسم: نافذة الأزياء


hgp.hl >>> hgusdf :: wkhuji hgusdf