المثل الشعبي اليمني

بقلم : مبخوت العزي الوصابي

المثل الشعبي أيقونة أو نافذة مفتوحة على ثقافة ذلك المجتمع الذي يتداوله في حياته اليومية ومواقفها المتنوعة . وبناء على ذلك نشير هنا إلى أن الوقوف عليها وفهمها أمر بالغ الأهمية في تعلم لغة ذلك المجتمع . والعبور إليها من خلاله كالنفوذ عبر آلة الزمن إلى أغوار التأريخ وأعماقه السحيقة . أو قل إن حال من يهتم بالأمثال من متعلمي اللغات في تعلم لغة تلك الأمثال وحال المتعلم المتجاهل للأمثال ، كرجلين أرادا الغوص إلى أعماق المحيط لاستكشافه وجلب نفائسه من أصدافها القابعة في أعماقه ؛ فقرر الأول خلع ملابسه والقفز في الماء واهما أنه قادر بذاته تحقيق الهدف ، بينما الآخر ذهب إلى الأعماق عبر غواصة مجهزة ومصصمة لتلك الأغراض ، والفرق واضح .

ومن هذا المنطلق نقدم بين يديك عزيزي القارئ بعضاً من هذه الأمثال ، وإن شاء الله تتلوها أمثال وأمثال أخرى . وهدفنا تقديم صور من صور ثقافتنا من خلال المثل الشعبي ، وقد اخترتها بصورة اعتباطية لتكون فرصة تنوع مواقفها وتجاربها أكثر وأشمل . وهذه العينة في الحقيقة صالحة لأن تكون مادة للبحث أو للتحليل وفق إجراءات علم الاجتماع ، وقراءة المجتمع قراءة تحليلية ناقدة . والخروج بصورة مقاربة لرؤاهم وتطلعاتهم ، وطبيعة حياتهم .
· عينة من الأمثال الشعبية اليمنية :
- قليل دايم ولا كثير منقطع
- من يشتي الحالي صبر .
- ما تحرق النار إلا رجل واطيها
- يا راقصة بالغدرة ما احد يقل لك ياسين
- حبل المدى كسر الحجر
- ما تضيق الا وتفرج
- اضرب الحديد وهو ساخن
- الفتى من قال انا مش قال ابي
- البزي عدو خاله
- جارك قبل دارك
- صبري على نفسي ولا صبر الناس عليَّ
- انا عدو ابن عمي وعدو من يعاديه
- مع اخوتك مخطي ولا وحدك مصيب
- ما يكسر الحجر الا اختها
- جني تعرفه ولا انسي ما تعرفيش
- ما بيت الا وفيه حمام
- قارب الخوف تأمن
- العرق دساس
- الحاذق يخرج من السوق عطل
- اضرب الوطاف يفهم الحمار
- مش كل مرة تسلم الجرة
- عز القبيلي بلاده ولو تجرع وباها
- العمل بالخواتم
- البيوت قبور
- لا مُزوَّج سلي ولا عزب مستريح
- من شبَّ على شي شاب عليه
- النجار بابه مكسور
- راضيه بالموت يرضى بالحمى
- نص الدبور ولا كله
- زاد الماء على الطحين

قد يرى بعض القُّراء أن هذه الأمثال مشتركة مع ثقافات أو مجتمعات أخرى . وهذا أمر بديهي ، فالتجارب تتشابه أكثر مما تتباين وتختلف . ولكن تبقى أمثال خاصة وهذه هي التي تحمل جينات الخصوصية الثقافية .